عالم

تصعيد غير مسبوق.. صاروخ « قدر H» يضرب الاحتلال ومدن إيرانية تحت القصف

تتردد أصداء الحرب الإسرائيلية الإيرانية، التي قد تُعيد تشكيل خرائط المنطقة، وتُلقي بظلالها الكئيبة على مستقبلٍ لطالما كان على شفير الهاوية، فمع إعلان الحرس الثوري الإيراني اليوم الاثنين، في بيانه السابع عشر المدوّي، عن عملية عسكرية نوعية غير مسبوقة، بإطلاق وابلٍ من الصواريخ الباليستية، يتقدّمها صاروخ “قدر H” متعدد الرؤوس، نحو قلب الأراضي المحتلة، هذا الهجوم، الذي جاء ضمن “الموجة الحادية والعشرين من عملية “الوعد الصادق 3″”، ليس مجرد رد فعل، بل هو إعلانٌ صريح عن قواعد اشتباك جديدة، تستخدم فيها إيران تكتيكاتٍ مفاجئة ودقيقة، مُهددةً الكيان الإسرائيلي بجحيمٍ لا يبقي ولا يذر، بينما العالم يحبس أنفاسه، فهل سنشهد فجر حرب شاملة، أم أن هذه اللحظة العصيبة ستكون نقطة تحول نحو تهدئة حذرة؟

الضربات المتبادلة وتداعياتها:

أوضح بيان الحرس الثوري أن العملية تضمنت صواريخ تعمل بالوقود الصلب والسائل، بالإضافة إلى عمليات مشتركة باستخدام طائرات بدون طيار ذكية، وقد شملت الأهداف الاستراتيجية التي تم ضربها مناطق من الشمال إلى الجنوب ومركز الكيان الصهيوني، وكشفت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن استهداف مقر قيادة الجبهة الشمالية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة صفد، مشيرة إلى أن استخدام صواريخ جديدة مثل “خيبر شكن 2″، و”قدر H” متعدد الرؤوس، عززا من دقة الإصابات وأحدث ارتباكًا وتآكلاً تدريجيًا في الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وأكد الحرس الثوري أن “العملية الضاربة ستستمر بتكتيكات خاصة جديدة، مستغلة نقاط ضعف أنظمة الدفاع الجوي الأكثر قوة وتدميرًا”، مضيفًا أن “العمليات القتالية للطائرات المسيرة لن تتوقف للحظة واحدة خلال النهار”.

وفي المقابل، رد الاحتلال الإسرائيلي، بشن هجمات مضادة طالت عدة مدن إيرانية، بما في ذلك طهران، وكرج، وري، وقم، واستهدفت هذه الهجمات شمال غرب وشرق طهران بصواريخ وطائرات مسيرة، ما أدى إلى تضرر محول كهرباء وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق، كما تعرض سجن “إيفين” في طهران ومنشأة فوردو النووية للاستهداف، وهو ما اعتبرته السلطات القضائية الإيرانية “انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي”، وفي سياق الرد الإيراني، أعلنت العلاقات العامة للحرس الثوري عن إسقاط طائرة مقاتلة إسرائيلية فوق محافظة أذربيجان الشرقية، بعد هجوم إسرائيلي استهدف ثلاث نقاط حيوية بمحيط مدينة تبريز.

المواقف الدولية ودعوات التهدئة العاجلة:

على الصعيد الدولي، جاءت ردود الفعل متباينة، حيث أدان الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بشدة الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على إيران، واصفًا إياها بـ”العدوان غير المبرر”، ومؤكدًا دعم بلاده للشعب الإيراني، من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني أن طهران تعتبر الإجراءات الأمريكية والإسرائيلية “غير مشروعة”، ومشددًا على حق بلاده في الدفاع عن النفس.
وفي محاولة لاحتواء التصعيد، دعا كل من الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” ورئيس الوزراء اليوناني “كيرياكوس ميتسوتاكيس”، خلال مكالمة هاتفية، إلى وقف فوري للتوترات الإقليمية واللجوء إلى الحلول السياسية عبر المفاوضات، وحذر الجانبان من أن استمرار العمليات العسكرية قد يدفع المنطقة نحو “موجة جديدة من عدم الاستقرار”، مؤكدين على ضرورة عدم تشتيت الانتباه عن الأزمة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة وأهمية إنهاء المعاناة هناك.

وطالبت طهران روسيا بلعب “دور فاعل” في مواجهة ما وصفته بـ”العدوان” الإسرائيلي الأمريكي، حيث هاجم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، “إسماعيل بقائي”، ما أسماه “حربًا نفسية وإعلامية علنية” تُشن ضد بلاده، محذرًا من “اللعب بالألفاظ وتحريف المفاهيم وتبديل أدوار الضحية والمعتدي”.

هل تنجو المنطقة من هاوية الصراع الشامل؟

بينما تتسارع وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط، وتتصاعد حدة الخطابات بين الأطراف، يترقب العالم بأسره، حبسًا للأنفاس، ما ستحمله الساعات والأيام القادمة، هل ستكون هذه المواجهة المفتوحة هي الشرارة التي تدفع المنطقة نحو صراع أوسع وأكثر دموية، تُحرق فيه الأخضر واليابس؟ أم أن صوت العقل والحكمة، مع ضغط دولي غير مسبوق، سينجح في نزع فتيل الأزمة، ويبعد شبح الحرب الشاملة عن شعوب أنهكها الصراع؟
إن مصير الاستقرار الإقليمي والدولي يبدو معلقًا بخيط رفيع، فهل ينجح قادة العالم في انتشال المنطقة من هاوية الصراع الشامل قبل فوات الأوان؟

اقرأ أيضا: الكرملين: روسيا مستعدة لتقديم «أشكال مختلفة من الدعم» لإيران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *