عالم

«ترامب» يغير قواعد اللعبة الاقتصادية في 6 أشهر

منذ عودته إلى البيت الأبيض لولاية رئاسية ثانية، أثار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب جدلًا واسعًا مجددًا، ليس فقط على الساحة السياسية، بل داخل أروقة الاقتصاد الأمريكي ذاته.

ففي الأشهر الأولى من ولايته الثانية، بدا أن الرئيس الأمريكي عازم على استكمال مشروعه الاقتصادي الذي بدأه في فترته الأولى، ولكن بنهج أكثر حدة وسرعة، إذ عمد إلى إعادة صياغة السياسات التجارية، وفرض إجراءات حمائية لصالح الصناعة الأمريكية، كما أطلق حزمة من التخفيضات الضريبية التي استهدفت تحفيز الاستثمار المحلي، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لاستعادة مكانتها كقوة إنتاجية عالمية في مواجهة التحديات الصينية والأوروبية.

ومع ارتفاع مؤشرات البورصة وتراجع نسب البطالة، انقسم المراقبون بين من اعتبر خطوات ترامب دفعًا حيويًا للنمو، ومن رآها مجازفة تهدد بتقلبات اقتصادية مستقبلية.

ورصدت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية أبرز السمات الاقتصادية للأشهر الستة الأولى من ولاية ترامب الثانية وكيف أثرت على الولايات المتحدة والعالم:

الحرب التجارية

وسّع ترامب بشكل كبير نطاق حربه التجارية التي بدأها خلال ولايته الأولى، واقترب إجمالي مستوى التعريفات الجمركية الأمريكية لأعلى مستوياته منذ قرن، إذ بلغ معدل التعريفات على الصين وحدها حوالي 50%، وهو ما يُثير مخاوف بشأن انفصال أوسع نطاقًا بين أكبر اقتصادين في العالم.

وتوقع العديد من الاقتصاديين، بمن فيهم خبراء مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن تُسبب التعريفات الجمركية ركودًا تضخميًا، وهو ما سيدفع الأسعار إلى الارتفاع مع إضعاف النمو.

التخفيضات الضريبية

في وقت سابق من هذا الشهر، وقّع ترامب على قانون تخفيضات ضريبية بقيمة 4.5 تريليون دولار، معظمها تمديدًا للتخفيضات التي وقّعها عام 2017.

واعتبر المحللون إقرار مشروع قانون تخفيضات الضرائب، فوزًا كبيرًا لترامب والحزب الجمهوري، إلا أن هذه التخفيضات الضريبية كانت باهظة الثمن، ومن المتوقع أن تزيد بشكل كبير من الدين الوطني، نظرًا لأن تكلفتها تبلغ 3.4 تريليون دولار على مدى السنوات التسع المقبلة، وتسببت أيضًا في خفض تصنيف الجدارة الائتمانية للولايات المتحدة من قبل جميع وكالات الائتمان الكبرى.

تراجع الدولار

شهدت قيمة الدولار الأمريكي انخفاضًا حادًا مقارنةً بالعملات الأخرى منذ تولي ترامب منصبه، في خطوةٍ خالفت المفاهيم الاقتصادية التقليدية.

ومنذ يوم تنصيبه، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 11% من 109.4 إلى 97.3، حتى مع اقتراب الرسوم الجمركية من أعلى مستوياتها في قرن.

وبالرغم من أن تراجع الدولار يُضعف قوته الشرائية في الخارج، إلا أنه قد يُعزز أيضًا الإنتاج الصناعي الأمريكي وقطاع التصدير، بما يتماشى مع الأهداف طويلة الأجل، وفقًا للمجلة.

هجمات الاحتياطي الفيدرالي

اتسمت الأشهر الستة الأولى من ولاية ترامب بهجمات شرسة ومتكررة من ترامب على الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه جيروم باول.

وظهر عدوان ترامب تجاه الاحتياطي الفيدرالي وباول في الأسواق المالية، وبدأ الاقتصاديون يشعرون بالقلق من أن يؤدي ذلك إلى قمع مالي، مما يسبب عوائد سلبية طويلة الأجل على رأس المال.

تذبذب الأسواق

انخفضت أسواق الأسهم في بداية حرب ترامب التجارية، ثم انتعشت مع الإعلان عن صفقات مختلفة، وخاصةً تلك المبرمة مع الصين.

على الرغم من الانتعاش القوي في أسواق الأسهم، لا يزال سوق السندات متوترًا، عقب ارتفاع حاد في العائدات في أبريل الماضي، والذي دفع البيت الأبيض إلى تصحيح مساره بشأن الرسوم الجمركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *