يعتبر الاقتصاد هو الورقة الرابحة التي يراهن عليها أي مرشح رئاسي قادم، لذا يحاول الرئيس الأمريكي السابق، دونالدترامب، جاهدًا في استمالة الأمريكيين لبرنامج الإصلاح الشامل، وسط الحالةالمتدنية التي يعاني منها اقتصاد الولايات المتحدة في عهد الرئيس الحالي، جوبايدن.
وكان ترامب قد وصف الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل بأنها ستكون “نقطة تحول” في تاريخ الولايات المتحدة، محذرًا من “مجزرة” بحق اقتصاد بلاده في حال، إذا لم يتم انتخابه في الانتخابات التي سيواجه فيها بايدن.
حالة تشاؤم
ويسيطر على توقعات المحللين حالة كبيرة من التشاؤم، حيث تعاني الولايات المتحدة من الركود وتباطؤ وتيرة النمو، على الرغم من المؤشرات الرئيسية التي أظهرت أن الاقتصاد قوي بالفعل.
ويبدو أن هذا الركود سيدفع ثمنه الرئيس جو بايدن بلا شك ويتلقى عقوباته القاسية في انتخابات 2024، بعد أن فقد ثقة شعبه.
ركود موروث
وأشار موقع “Vox” الإخباري الأمريكي إلى أن بايدن لم يكن لديه أي سيطرة على الاقتصاد، بالرغم من أنه ورث حالته الراكدة؛ بسبب تداعيات جائحة فيروس “كورونا”، إلا أن الناخبين قد يلومونه، كما تعودوا بإلقاء اللوم على رؤسائهم في المشاكل الاقتصاديةالتي واجهتها البلاد في الماضي.
مصدر قلق
ووفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة “جالوب” الأمريكية، حدد الناخبون القضايا الاقتصادية مثل التضخم، والوظائف، والمزيد باعتبارها مصدر قلقهم الأكبر منذ عام 2022، كما وجد استطلاع آخر أجراه موقع “بلومبرج” في فبراير الماضي للناخبين في الولايات المتأرجحة أن الاقتصاد هو القضية الأكثر أهمية وأنه الأهم في نتيجة الانتخابات.
وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن ترامب يتفوق بفارق 11 إلى 20 نقطة على بايدن فيما يتعلق بالمرشح الذي سيتعامل بشكل أفضل مع الاقتصاد، وقد لا يشكل ذلك مفاجأة كبيرة، حيث كان الاقتصاد جيدًا بشكل عام في عهد ترامب، باستثناء الركود الناجم عن فيروس كورونا، ولكن في عهد بايدن، كان ارتفاع التضخم أكبر قصة اقتصادية.
وعبر الأمريكيون عن تشاؤمهم الكبير بشأن الاقتصاد في عهد بايدن، حيث تراوح مؤشر “جالوب” للثقة الاقتصادية بين -20 و -40 لأشهر على مقياس من -100 إلى 100، ويأتي هذا الرقم من الدراسات الاستقصائية الشهرية على البالغين في الولايات المتحدة والذي يُطلب منهم فيها تقييم الظروف الاقتصادية للبلاد، حيث يشير الرقم 100 إلى أن جميع المشاركين في الاستطلاع يقولون إن الاقتصاد ممتاز أو جيد وأنه يتحسن، ويشير الرقم -100 إلى أنهم أن الوضع سيئ ويزداد سوءًا.
حظوظ قادمة
وأوضح تقرير”فوكس” أنه إذا أراد بايدن أن يغير حظوظه القادمة في الانتخابات، فيتعين عليه إقناع الرأي العام الأمريكي بأن الاقتصاد في الواقع سيستمر في التحسن وأنه أفضل من عهد ترامب.
ومن جانبه، قال وايت أيريس، مسؤول استطلاعات الرأي بالحزب الجمهوري في أمريكا إن المشكلة الأساسية بالنسبة لبايدن والديمقراطيين هي أنه على الرغم من انخفاض معدل التضخم، إلا أنه من الصعب إقناع المواطنين بأن الأمور أفضل.
انتعاش اقتصادي
وعلى الجانب الأخر، ينظر إلى الاقتصاد في عهد ترامب بأنه كان جيدًا إلى حد كبير، ولكن من المهم الإشارة إلى أن ترامب وصل إلى منصبه عندما كان الاقتصاد قويا بالفعل، وقال علي ر. بوستامانتي، نائب مدير الأمن الاقتصادي في معهد روزفلت للدراسات الأمريكية، إن ترامب كان “يركب على ذيل” انتعاش اقتصادي دام 10 سنوات.
واستمر الاقتصاد في النمو في عهده حتى تفشي الوباء في عام 2020، وشهدت سوق الأسهم نموًا كبيرًا في عهد ترامب، ولكن تبين أيضًا أن بعض السياسات الاقتصادية المميزة لترامب لم يكن لها تأثير ملموس على الاقتصاد، وربما كان بعضها ضارًا.
أظهرت دراسات متعددة أن سياسات ترامب كان لها تأثير محايد على الاقتصاد، كما أن بعضها كلف أمريكا مئات الآلاف من الوظائف وارتفاع الأسعار، وساهمت تخفيضاته الضريبية في عام 2017، والتي أدت إلى زيادة الاستثمار في الاقتصاد في نمو متواضع للأجور في الأمد القريب، إلا أنه من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في الديون الفيدرالية وزيادة التفاوت في الدخل.
ومع ذلك، تمكنت الولايات المتحدة من كبح التضخم بسرعة أكبر من غيرها من البلدان المتقدمة اقتصاديًا، في حين حافظت أيضًا على مستويات أقل كثيراً من البطالة ونمو أعلى للأجور.