ذكرت وكالة “رويترز”، أنه من المتوقع أن يصوت الناخبون في تايلاند بأعداد قياسية اليوم الأحد في انتخابات برلمانية تشير التقديرات إلى أن المعارضة ستحقق فيها مكاسب كبيرة وستشكل اختبارا لعزيمة مؤسسة موالية للجيش ظلت محورا للاضطرابات من حين لآخر على مدى عقدين.
ويحق لنحو 52 مليون ناخب التصويت للاختيار بين مرشحي أحزاب المعارضة التقدمية وأحزاب أخرى متحالفة مع قادة الجيش المؤيدين للملكية الذين يحرصون على الحفاظ على الوضع الراهن المستمر منذ تسع سنوات من الحكم بقيادة الجيش أو المدعوم من الجيش.
إقبال 80% من المواطنين
وتتوقع مفوضية الانتخابات نسبة إقبال تزيد على 80%، مع إغلاق مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الخامس مساء (1000 بتوقيت جرينتش). ومن المتوقع الإعلان عن النتائج غير الرسمية حوالي الساعة 10 مساء (1500 بتوقيت جرينتش).
توقعات بفوز حزبين
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزبي بويا تاي (من أجل التايلانديين) و(إلى الأمام) المعارضين سيفوزان بمعظم المقاعد، لكن دون ضمانات بأن أيهما سيتولى الحكم بسبب القواعد البرلمانية التي سنها الجيش بعد انقلاب عام 2014 وتصب في صالحه.
وقالت الناخبة نيشاري تانجوي (29 عاما) “آمل أن يتمكن الحزب الذي صوتّ له من تحقيق ما وعدوا به في حملتهم الانتخابية” دون أن تكشف عن هذا الحزب. وأضافت أن الحكومة الحالية “بذلت قصارى جهدها، وأتمنى أن تتمكن الحكومة القادمة من أن تقوم بما وعدت به”.
نصر ساحق
وفي مراكز الاقتراع بالعاصمة، أدلى مرشحون على منصب رئيس الوزراء من كل من الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة بأصواتهم، بما في ذلك رئيس الوزراء الحالي برايوت تشان أوتشا وزعيمة حزب بويا تاي بايتونجتارن شيناواترا.
وقالت بايتونجتارن بعد الإدلاء بصوتها “الشعب بحاجة للتغيير” وعبرت عن “آمال كبيرة” في تحقيق نصر ساحق.
وتضع الانتخابات مرة أخرى القوة الداعمة لحزب بويا تاي، وهي عائلة الملياردير شيناواترا، في مواجهة مجموعة من القوى القديمة التي تشمل المال والجيش والمحافظين الذين يتمتعون بنفوذ على المؤسسات الرئيسية التي أطاحت بثلاثة من بين أربعة حكومات شكلها الحزب الشعبوي.
جذور الصراع
وتعود جذور الصراع إلى عام 2001 عندما شق رجل الأعمال تاكسين شيناواترا طريقه إلى السلطة بتبنيه برنامجا يناصر الفقراء ويدعم أنشطة الأعمال، مما أثار خلافات مع النخبة الراسخة في تايلاند.
وفي عام 2006، أطاح الجيش بـ”تاكسين” الذي فر إلى المنفى. وآلت حكومة برئاسة شقيقته ينجلوك إلى نفس المصير بعد ذلك بثماني سنوات. وقد تسلمت ابنته بايتونجتارن (36 عاما) الوجه الجديد في عالم السياسة الراية من بعدهما.
وقالت في التجمع الانتخابي الأخير للحزب يوم الجمعة “14 مايو سيكون يوما تاريخيا. سننتقل من حكومة دكتاتورية إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا”.