مصر

بعد كارثة منشأة القناطر: خطة رئاسية لإغلاق أجزاء من الدائري الإقليمي حفاظًا على الأرواح

في استجابة عاجلة لتداعيات الحادث المأساوي الذي وقع على الطريق الدائري الإقليمي في منطقة منشأة القناطر، وأسفر عن وفاة 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين إثر تصادم سيارتي ميكروباص، وجّه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة بسرعة دراسة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإغلاق المناطق التي تشهد أعمال صيانة ورفع كفاءة بالطريق، مع وضع بدائل مناسبة وآمنة لحركة المرور، حفاظًا على سلامة المواطنين وضمان سرعة إنجاز الأعمال.

 

ويأتي هذا التوجيه الرئاسي في إطار خطة استراتيجية متكاملة للارتقاء بمعايير الأمان على الطرق، لا سيما في ظل تكرار الحوادث المؤلمة التي تسجلها بعض المناطق غير المؤهلة بالكامل، رغم ما تشهده الدولة من قفزات كبيرة في تصنيف جودة الطرق، إذ انتقلت مصر من المركز 118 إلى المركز 18 عالميًا.

 

وفي هذا السياق، أكد الدكتور حسن مهدي، أستاذ هندسة الطرق، أن الحادث يعكس أحد جوانب إساءة استخدام شبكة الطرق، مشيرًا إلى أن الطريق الدائري الإقليمي، الذي تم افتتاحه على مراحل منذ 2013، بحاجة لصيانة عاجلة في بعض المناطق بسبب الحمولات الزائدة والتربة الرخوة. واعتبر مهدي أن قرار الرئيس بإغلاق هذه المناطق أثناء الصيانة يمثل حلًا جذريًا لتفادي المزيد من الحوادث، مشيرًا إلى مشاركة لجنة هندسية لدراسة مسارات بديلة وتحديد الأنسب منها لتقليل الضغط على الشبكة المرورية.

 

من جانبه، أوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس شدد أيضًا على ضرورة قيام وزارة الداخلية بتكثيف جهودها لمراقبة الطرق وفرض الانضباط، خاصة فيما يتعلق بتجاوز السرعات القانونية والحمولات الزائدة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين.

 

وفي تصريحات لاحقة، قال المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء، إن رئيس الحكومة وجه بضغط الجدول الزمني لأعمال تطوير الطريق وفق أعلى المعايير، بالتوازي مع إطلاق حملات دورية للكشف عن تعاطي المواد المخدرة بين السائقين، والتنسيق مع الإدارة العامة للمرور لتكثيف الدوريات، وزيادة عدد الرادارات وكاميرات المراقبة، في خطوة تهدف إلى تحسين منظومة السلامة المرورية بالكامل.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الطريق الدائري الإقليمي، الذي يُعد أحد المحاور الإستراتيجية الهامة لربط المحافظات وتسهيل حركة النقل والتجارة، بات بحاجة ماسة لتقييم شامل يضمن استدامة كفاءته التشغيلية ويحفظ أرواح المواطنين، وهو ما تعكسه بوضوح هذه التحركات الحكومية العاجلة المدفوعة بتوجيهات القيادة السياسية.

 

إغلاق أجزاء من الطريق الدائري الإقليمي قد يمثل تحديًا لحركة المرور في المدى القصير، لكنه في المقابل يعكس تحركًا حاسمًا نحو معالجة أسباب الحوادث من جذورها، وتأكيد الدولة على أن أولوية السلامة لا تقبل التأجيل أو التهاون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *