
في خطوة غير مسبوقة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات رسمية على المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، متهمًة إياها بـ”التحريض على الكراهية” و”شن حملة حرب قانونية واقتصادية ضد إسرائيل”.
جاء القرار الأمريكي بعد تصاعد الانتقادات الجريئة التي وجهتها ألبانيز لإسرائيل في تقاريرها وتصريحاتها العلنية، والتي وصفت فيها ما يجري في قطاع غزة بأنه “إبادة جماعية مكتملة الأركان”.
وعزا وزير الخارجية الأمريكي مارك رومبيو، أمس الأربعاء، العقوبات على “ألبانيز” إلى “جهودها غير الشرعية والمخزية لحث المحكمة الجنائية الدولية على التحرك ضد مسؤولين وشركات ومديرين تنفيذيين أميركيين وإسرائيليين”، القرار الذي عده المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان “انحرافًا خطيرًا عن المبادئ الأساسية للقانون الدولي وحقوق الإنسان ويمثل استهدافًا مباشرًا للأمم المتحدة وآلياتها وتهديدًا لاستقلالية عمل المقررين الخاصين”.
مواقف ألبانيز
تستند مواقف ألبانيز إلى خبرة حقوقية وأكاديمية قادتها لتبني حقوق الفلسطينيين أفرادًا وشعبًا غير منقوصة.
فهي حاصلة على شهادة في القانون مع مرتبة الشرف من جامعة بيزا (إيطاليا)، وماجستير في حقوق الإنسان من مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، وهي تكمل الدكتوراه في القانون الدولي للاجئين في كلية الحقوق في جامعة أمستردام.
إدانة أممية لقرار ترامب
في السياق، أعرب رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، السفير يورج لاوبر، عن أسفه العميق لقرار الحكومة الأمريكية فرض عقوبات على المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيز.
وفي بيان رسمي صدر من جنيف الخميس، شدد لاوبر على أن ألبانيز تم تعيينها من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مؤكدًا أن المقررين الخاصين يشكلون أداة أساسية ضمن آليات المجلس في أداء ولايته الرامية إلى تعزيز وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
وقال لاوبر: “أدعو جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى التعاون الكامل مع المقررين الخاصين وحاملي الولايات ضمن المجلس، والامتناع عن أي أعمال ترهيب أو انتقام بحقهم”.
جرائم الإبادة في غزة
وشددت ألبانيز في عرضها للتقرير أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في 4 يوليو الجاري على أن هناك دولا تساند إسرائيل في مشروعها للهيمنة وتهجير الفلسطينيين، وطالبت بتعليق الاتفاقات التجارية كلها مع إسرائيل التي تسهم في حرب الإبادة.
وبينت أن شركات أسلحة عالمية وفرت لإسرائيل 35 ألف طن من المتفجرات ألقتها على القطاع، وهي تعادل 6 أضعاف القوة التدميرية للقنبلة النووية التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية. ألبانيز ترد: ترهيب مافياوي وصفت ألبانيز، اليوم الخميس، فرض عقوبات أمريكية عليها بأنه “ترهيب مافياوي”
. وكتبت في منشور على حساباتها في منصتي إنستجرام وإكس: “لا تعليق على أساليب الترهيب المافياوية. أنا منشغلة بتذكير الدول الأعضاء بالتزاماتها بوقف ومعاقبة الإبادة الجماعية، ومن يستفيد منها”.
اقتراح بمنحها جائزة نوبل للسلام
اقترح عضو البرلمان الأوروبي ماتياز نيميتش منح مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، جائزة نوبل للسلام لعام 2026.
وطالب في منشور على منصة “إكس”، الدعم من البرلمانيين لمقترحه منح ألبانيز جائزة نوبل للسلام.
وقال: “من خلال رسائلها بشأن الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، والتقارير التي تنشرها بصفتها المقررة الخاصة للأمم المتحدة، أصبحت فرانشيسكا ألبانيز صوت ملايين الأشخاص الذين يطالبون بفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية التي تمارس الإبادة الجماعية وذلك استنادًا إلى حقائق وحجج دامغة”.