
في خطوة لتعزيز الروابط الدبلوماسية والاقتصادية، عقد الدكتور “بدر عبد العاطي”، وزير الخارجية والهجرة المصري، اجتماعًا رفيع المستوى مع “ماركو روبيو”، وزير الخارجية الأمريكي، في واشنطن أمس الأربعاء، وتركزت المحادثات على سبل تطوير العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين وتبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ونقل الوزير “عبد العاطي” تحيات وتقدير الرئيس “عبد الفتاح السيسي” إلى الرئيس “ترامب”، مؤكداً على اعتزاز مصر بالشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة، وأعرب عن تطلع بلاده لمواصلة التنسيق والتعاون الوثيق مع الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس “دونالد ترامب”، لتعميق هذه الشراكة في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، وشدد على أهمية هذا التعاون في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام بالمنطقة، لا سيما في ظل المرحلة الدقيقة التي يمر بها الشرق الأوسط، متطلعاً لاستمرار انعقاد جولات الحوار الاستراتيجي المصري-الأمريكي بشكل دوري.
وبحث الوزيران سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين مصر والولايات المتحدة، وأشاد الوزير “عبد العاطي” بالنجاح الذي حققه منتدى الأعمال المصري، الأمريكي، الذي استضافته القاهرة في مايو الماضي، بمشاركة أكثر من 50 شركة أمريكية، منها 12 شركة تدخل السوق المصري لأول مرة، واتفق الجانبان على أهمية استمرار التنسيق لعقد جولة جديدة من اجتماعات المفوضية الاقتصادية المشتركة ونسخة جديدة من منتدى الأعمال المصري، الأمريكي، لتعزيز آفاق الشراكة الاقتصادية.
وتطرق وزيرا الخارجية إلى مناقشات معمقة بشأن التطورات الإقليمية الملحة، وكان على رأس جدول الأعمال الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، والتطورات المأساوية في السودان، بالإضافة إلى الأوضاع في ليبيا، سوريا، ولبنان، وقضية الأمن المائي المصري، والتطورات في القارة الأفريقية.
وجدد الوزير “عبد العاطي” التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مشدداً على أهمية حقن دماء الشعب الفلسطيني وضمان تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع الذي يعاني أوضاعاً إنسانية كارثية نتيجة لسياسة التجويع الممنهجة.
وأكد وزير الخارجية المصري، على الحاجة الملحة لطرح أفق سياسي لتحقيق تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأعرب عن تطلع مصر لمواصلة العمل الوثيق مع الإدارة الأمريكية لإرساء أسس السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط بما يحقق مصالح جميع شعوب المنطقة.
وفيما يتعلق بالأوضاع في السودان، ناقش الوزيران أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات، وأكد الوزير “عبد العاطي” موقف مصر الثابت في دعم مؤسسات الدولة السودانية وضرورة احترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السودانية.
وبخصوص الأمن المائي المصري، عرض الوزير عبد العاطي شواغل مصر المتعلقة بملف نهر النيل، وأطلع نظيره الأمريكي على موقف مصر الذي يستند إلى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي فيما يخص الموارد المائية المشتركة، وأوضح أهمية التعاون للتوصل سريعاً إلى اتفاق قانوني ملزم يحكم تشغيل السد الإثيوبي، وشدد على رفض مصر للإجراءات الإثيوبية الأحادية المخالفة للقانون الدولي، مؤكداً أن مصر ستتخذ كافة التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي لحماية أمنها المائي.
اقرأ أيضا: ترامب يوسع الحرب التجارية بفرض تعريفات بنسبة 25% على الهند