سوق المال

انطلاق قطار الطروحات في البورصة المصرية: «فاليو» تفتتح المشهد.. و«بنيان» تواصل الزخم

بدأت البورصة المصرية أخيرًا جني ثمار الجهود الحكومية المستمرة لإعادة إحياء برنامج الطروحات، حيث انطلق قطار الإدراجات رسميًا هذا الصيف، في خطوة يُعوَّل عليها لدعم السوق، وجذب استثمارات محلية وأجنبية جديدة، وتعزيز السيولة وزيادة عمق السوق.

و شهدت البورصة المصرية في يونيو الماضي إدراج أسهم شركة فاليو، ذراع التمويل الاستهلاكي غير المصرفي التابعة للمجموعة المالية هيرميس، في واحدة من أبرز الإدراجات خلال السنوات الأخيرة.

جذبت «فاليو» اهتمام المؤسسات والصناديق الإقليمية، بدعم من نموذج عملها الرقمي وحصتها السوقية الكبيرة في التمويل الاستهلاكي، ما جعلها تفتتح المشهد وتعيد الثقة تدريجيًا للمستثمرين في السوق المصرية.

ووفق محللين، اعتُبر طرح «فاليو» بمثابة اختبار حقيقي لشهية السوق، خاصة في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

«بنيان».. طرح نوعي في القطاع العقاري التجاري

واصلت شركة بنيان للتجارة والتنمية الزخم في يوليو، من خلال طرح 362.9 مليون سهم تمثل نحو 21.94% من رأسمالها، بسعر استرشادي يتراوح بين 4.96 و5.44 جنيه للسهم.
يمثل هذا الطرح إضافة نوعية، نظرًا لارتباط الشركة بمشروعات عقارية بارزة .

ووفق تصريحات شامل أبو الفضل، الرئيس التنفيذي للشركة، تستهدف «بنيان» توجيه حصيلة الطرح لتمويل توسعات جديدة بشرق القاهرة، إلى جانب تحسين هيكل التمويل وتخفيض معدلات الاقتراض.

إبراهيم النمر: الطروحات ضرورة لزيادة عمق السوق

من جانبه، قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم القابضة للاستثمارات، في تصريح خاص لـ«البورصجية»، إن السوق المصري يضم عددًا محدودًا من الأسهم المتداولة، رغم كونه من أقدم البورصات في المنطقة، وهو ما يجعله غير معبر بشكل حقيقي عن حجم الاقتصاد المصري.

وأضاف النمر أن الطروحات الجديدة، وعلى رأسها «فاليو» و«بنيان»، تُعد إضافة قوية، لأنها تساهم في زيادة عمق السوق، وجذب شرائح جديدة من المتعاملين، وتعزيز السيولة.

وأشار إلى أن طرح «فاليو» قد ينجح في استقطاب شريحة جديدة من المستثمرين الأفراد، بفضل سمعتها الجيدة ونموذج عملها الناجح، موضحًا أن «فاليو» نجحت في جذب اهتمام شركة أمازون، التي قامت بتفعيل حقها في الاستحواذ على حصة مباشرة في شركة «يو للتمويل الاستهلاكي – فاليو».

وأوضح النمر أن أمازون استحوذت على نحو 3.95% من أسهم «فاليو»، بناءً على بنود وشروط اتفاقية منح حق الشراء الاختياري.

وشدد على أن السوق بحاجة إلى المزيد من الشركات، سواء حكومية أو خاصة، لزيادة قاعدة المتعاملين وتحقيق تمثيل حقيقي للاقتصاد، مضيفًا: «نحتاج إلى خطوات إضافية وطروحات متنوعة في قطاعات جديدة، حتى تصبح البورصة مرآة حقيقية للاقتصاد، وتنجح في جذب مزيد من المستثمرين».

محمد عبد الهادي: الطروحات خطوة جيدة لكنها غير كافية لجذب الأجانب

بدوره، قال محمد عبد الهادي، مدير شركة وثيقة لتداول الأوراق المالية، إن طرح «فاليو» و«بنيان» يمثل بداية مهمة لإعادة تنشيط برنامج الطروحات، إلا أنه لا يعتقد أن هذه الطروحات نجحت حتى الآن في جذب استثمارات أجنبية قوية.

وأوضح عبد الهادي أن الطروحات الحكومية المؤجلة هي التي قد تكون أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، نظرًا لحجمها وطبيعة القطاعات الاستراتيجية التي تنتمي إليها.

وأشار إلى أن الحكومة قامت بتأجيل بعض الطروحات بسبب التوترات الجيوسياسية، وهو ما انعكس أيضًا على قرار صندوق النقد الدولي بتأجيل صرف الشريحتين الخامسة والسادسة من القرض إلى سبتمبر المقبل.

وأكد عبد الهادي أن السوق يجري تأهيله تدريجيًّا لبرنامج الطروحات الأكبر، في ظل أحجام تنفيذات يومية تتراوح بين 5 و7 مليارات جنيه، ما يعكس تحسن مستويات السيولة ونشاط المستثمرين المحليين، لكنه ما زال بحاجة لزخم خارجي أكبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *