
جهود للنطوير والتحول إلى مركز لوجيستيات..
في ظل الصراع التجاري العالمي على حركة التجارة، تظل الموانئ أهم لاعب رئيسي في تلك الحركة التجارية، ويظهر ذلك من خلال المحاولات الأمريكية للسيطرة على قناة بنما، وإنطلاقًا من ذلك تلعب الموانئ المصرية دورا مهما في تعزيز الاقتصاد المصرى، وتعدّ بوابات مصر التجارية فى قلب الاستراتيجية العالمية. وتواصل الدولة جهودها لتطوير الموانئ المصرية وتحويل مصر إلى مركز للنقل واللوجيستيات وتجارة الترانزيت.
هذه الحقائق تركز على ما تتمتع به مصر من موقع جغرافي فريد، تطل من خلاله على البحرين الأحمر والمتوسط، كما تملك سواحل يبلغ طولها ٣٠٠٠ كم، منها ٢٠٠٠ كم على البحر الأحمر و١٠٠٠ كم على البحر المتوسط، إضافة إلى “قناة السويس” الممر الملاحى الطريق النهرى التجارى العالمى.
فإلى أي مدى بلغ تطوير تلك المواني المهمة؟
أسامة الجوهرى، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أكد ـ فى تقرير حديث ضمن سلسلة “تقارير معلوماتية” ـ أنّ الاهتمام بالتجارة البحرية والجافة ليس جديدا على الحكومات وأصحاب الرأى بالبلاد، لافتا إلى أن المصريين القدماء قاموا بعمل طرق تربط النيل ببعض الموانئ على البحر الأحمر الذي اعتبروه وسيلة اتصال هامة بين مصر وإفريقيا وبلاد العرب والهند.
أضاف أن البطالمة سعوا، على مر العصور، للحصول على منتجات إفريقية، ومن هنا جاءت فكرة بناء الموانئ لربط وتدعيم شبكة التجارة العالمية بوادي النيل، فأصبحت الموانئ المحرك الأول للصادرات والواردات، وأصبح لمصر حينئذ عدة طرق تجارية بحرية هامة.
تعزيز التجارة البينية
وفى ظل الجمهورية الجديدة، أصبح اهتمام مصر بالموانئ البحرية والجافة أمرا بالغ الأهمية. وأوضح الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بجامعة ٦ أكتوبر، أنه تم استحداث خطوط ومسارات جديدة لنقل البضائع عبر الموانئ المصرية المطلة على البحر المتوسط لتعزيز التجارة البينية مع الدول العربية.
وحول اجتماع وزراء النقل العرب الأخير، بمشاركة مصر والأردن والعراق، أوضح أن حجم إيرادات التبادل التجاري بينهم بلغت ٨٦ مليون دولار بزيادة ٤٨% عن العام الماضي. وأشار إلى نقل ٧٩ ألف شاحنة بين آسيا العربية وإفريقيا العربية التي ارتفع عددها بنحو ٥٤%، كما حدثت طفرة كبيرة في الأرباح المصرية بنسبة ١٨٢% والإيرادات بنحو ٩٠%، فمصر الآن أصبحت مركزا لوجستيا إقليميا كبيرا يربط التجارة بين الدول العربية خاصة ميناء نويبع بمصر والعقبة بالأردن وميناء فاو العراقي وميناء الخليج العربي.
نقل المساعدات الإنسانية
وأوضح إسماعيل أن الاجتماع الأخير للوزراء العرب أشاد بالتطورات المصرية فى هذا الشأن، حيث أصبح النقل المصرى فى ظل الجمهورية الجديدة متعدد الوسائط، ويجذب العديد من الاستثمارات ويربط الموانئ البحرية بشركات النقل البرى والسككى لتسهيل عملية التصدير والاستيراد.
وأضاف إسماعيل أن الموانئ لعبت دورا مهما فى دعم قطاع غزة لتعزيز دور مصر الاجتماعي إلى جانب دورها فى تعزيز التجارة والنقل.
معدات صديقة للبيئة
وقال محمد عز المتحدث الرسمي لوزارة النقل، إن الوزارة نفذت خطة شاملة لتطوير الموانئ المصرية، وتحويل مصر إلى مركز للنقل واللوجيستيات وتجارة الترانزيت.
وأشار إلى “محطة تحيا مصر” التي تم افتتاحها عام ٢٠٢٣ بميناء الإسكندرية، والتي عن طريقها أصبح ميناء الإسكندرية من أهم محطات الترانزيت، فهي تملك منظومة تكنولوجية مجهزة بأعلى وسائل الأمان ومعدات صديقة للبيئة وأطقم تشغيل على أعلى مستوى.
وأضاف أن المحطة أصبحت مركزا لتجارة الترانزيت فى الشرق الأوسط، كما أن لديها نظام جمركي للمخازن لمساعدة الشركات العالمية للتداول وتوزيع بضائعهم .
تعظيم حجم التداول
وأشاد عز بتجربة مصر فى ربط الموانئ البحرية بالجافة والبرية من خلال شبكة سكك حديدية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجيستيات وتجارة الترانزيت. ولتعظيم حجم التداول قامت الهيئة العامة للموانئ المصرية بتطوير البنية الفوقية لاستخدام وإدارة وتشغيل محطات الشحن بالقطارات على مساحة ٢٠ ألف متر أي بعدد خطوط ٤ سكك حديدية بإجمالي ١٣١٠ أمتار تم ربطها بالسكك القومية لسكك حديد مصر مما يمكن شحن قطار طوله ٦٠٠ متر بمتوسط ٥ حاويات بالرحلة الواحدة، ولذا عززت مصر من ربط خطوط التجارة الملاحية بمصر والشرق الأوسط.