نجحت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بمعبد بوتو بتل الفراعين بمحافظة كفر الشيخ، في الكشف عن أول وأكبر مبنى لمرصد فلكي من القرن السادس قبل الميلاد.
والمرصد مبني من الطوب اللبن، وكان يستخدم لرصد وتسجيل الأرصاد الفلكية وحركة الشمس والنجوم بالمعبد الموجود بالمدينة.
يأتي هذا الكشف في إطار توجيهات شريف فتحي وزير السياحة والآثار بالاهتمام بالبعثات الأثرية المصرية بصورة أكبر، وتمكينها من الكشف عن المزيد من أسرار الحضارة المصرية العريقة.
وخلال أعمال الحفائر داخل المرصد عثرت البعثة على ساعة شمسية حجرية منحدرة المعروفة بساعة الظل المنحدرة، والتى تُعتبر من أبرز أدوات قياس الوقت في العصور القديمة.
ويتكون المبنى الخاص بالساعة من مدماك مستقيم منتظم من بلاطات الحجر الجيري بطول 4.80 متر، يعلوه خمسة كتل مستوية من الحجر الجيري، منها ثلاث كتل رأسية واثنتان أفقيتان، ويُعتقد أنها كانت تحتوي على خطوط مائلة تستخدم لقياس ميول الشمس والظل ورصد حركة الشمس خلال ساعات النهار.
كما عثر على كتلة حجرية مثبتة فى أرضية صالة دائرية الشكل وإلى شمالها وغربها كتلتين حجريتين دائرتين لأخذ القياسات الخاصة بميول الشمس .
وعثرت البعثة أيضا على خمسة غرف من الطوب اللبن والتي يرجح أنها استخدمت لحفظ بعض الأدوات الخاصة بالمبنى، بالإضافة إلى أربعة غرف صغيرة من الطوب اللبن وغرفة حجرية صغيرة تمثل برج المرصد.
وكذلك صالة كبيرة نسبياً جدرانها الثلاثة مغطاة بالملاط الأصفر المزين ببعض المناظر وبقايا رسم باللون الأزرق لمركب طقسي عليها ثمانية مقاصير، ومن الخلف بقايا مجدافين، ومن الأمام بقايا رسم لرأس الصقر حورس وعين أوجات التى تجسد أنظمة الكون وهى مرتبطة بالشمس والقمر والمعبود حورس والمعبودة واجيت أهم معبودات بوتو.
وفي منتصف أرضية هذة الصالة تم الكشف عن منصة حجرية سجل عليها نقوش تمثل مناظر فلكية فى الغالب لشروق الشمس وغروبها خلال فصول السنة الثلاثة .
كما سجل النقش بعض المقاسات من خلال بوابتى المعبد الشرقية والغربية وكذلك علامات (شن، سنت ، وبنو ) وغيرها من العلامات الدالة على الزمن والفلك.
وتم العثور أيضا بداخل مبنى المرصد على تمثال من الجرانيت الرمادى من عصر “واح إيب رع” من الأسرة السادسة والعشرين، وهو للكاهن بسماتيك سمن ويحمل تمثال المعبود أوزير ومدون عليه لقب حامل الختم الملكى، كما عثر أيضا على أداة المرخت التى تستخدم فى أعمال القياس، وكذلك القدم والإصبع وغيرها من أدوات القياس.
بالإضافة إلى تمثال أوزير والنمس من البرونز، و تمثال تراكوتا للمعبود بس، وقلادة المنيت من الفاينس وبعض بقايا لوحات حجرية عليها بعض النقوش وموائد قرابين وبعض الأغطية لأمفورات من الملاط عليها بقايا أختام ترجع للعصر الصاوى، بالإضافة إلى تمثال للمعبود بتاح من الفاينس الأزرق، وبعض الرموز الدينية من الفاينس والتي تمثل أشكال مركبة للجد والواس والتاج المركب، وبعض اللقى الأثرية من الفخار المختلفة فى الأشكال والأحجام المستخدمة فى الطقوس الدينية والحياة اليومية.