تداول الكثيرون على مدار الساعات الماضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصًا الفيس بوك ومجموعات تطبيق “واتس آب” صورًا ومعلومات تحذر من تناول الطماطم التي تحتوي على ثقوب سوداء زاعمين أن هذه الثقوب ناتجة عن “عضة ثعبان” وأن سم هذا الثعبان موجود داخل هذه الثمرة وتناولها قد يؤدي إلى الوفاة مشيرين إلى أن هناك فواكه أخرى يوجد بها مثل هذه “العضة” ويجب الابتعاد عنها لأنها قاتلة.
وحول هذا الموضوع يقول الدكتور أشرف كمال الخبير الزراعي أن كل المعلومات التي يتم تداولها عن انتشار طماطم فاسدة بالأسواق لدغها ثعبان لا تتعدى كونها مجرد شائعات ليس لها أساس من الصحة وليس لها أساس علمي وهدفها فقط تخويف الناس والإضرار بسمعة المحاصيل الزراعية لافتًا إلى أنه كل فترة تظهر بعض الشائعات على المحاصيل غير معروف غرضها أو من يقف ورائها.
وأشار كمال إلى أن الإصابات الحشرية والمرضية تصيب أي محصول ولا ضرر منه على الصحة العامة موضحًا أن تلك الطماطم مجرد إصابة حشرية حدثت بينما الطماطم ما زالت خضراء وأحدثت ثقوبًا وتمت مكافحة هذه الإصابة وعندما نضجت الطماطم التأمت وليس بها أي ضرر مشددًا على أن المحاصيل المصرية لها سمعة طيبة ويهتم بها المزارع المصري لأن من مصلحته تحقيق ربح أفضل من إنتاجية عالية ويتم تصدير أغلب المنتجات المصرية إلى العديد من الدول العربية والأجنبية.
من جانبه قال حسين عبدالرحمن أبو صدام نقيب عام الفلاحين في مصر إن المقطع الصوتي المتداول الذي يحذر من طماطم تحتوي على ثقوب سوداء وأنها عضة ثعبان لا أساس له من الصحة مؤكدًا أنها شائعة وأن هذه الثقوب قد يكون سببها الإصابة بسوسة الطماطم أو ما يعرف بحشرة التوتا ابسليوتا.
وأشار أبو صدام إلى أن هذه الحشرة في طور اليرقة تصيب الطماطم وتتسبب في دمار كبير للمحصول حيث تحفر أنفاقًا بالأوراق وبالثمار ما يؤدي لتلف الكثير من الثمار وتساهم في قلة الإنتاج كما تصيب أحيانًا البطاطس والباذنجان والفلفل لكنها تفضل الطماطم وتسبب في دمار الكثير من المحاصيل إذا لم يتم مكافحتها.
ولفت أبو صدام إلى أن الثعابين لا تتغذى على النباتات وإنما هي تتغذى على الحشرات والقوارض لأنها حيوانات ليست نباتيه تتغذى علي اللحوم ولم نر حالة واحدة طوال حياتنا لمثل هذه الادعاءات ولو كان ما يتم الترويج له صحيحًا لامتلأت المستشفيات من الوفيات نتيجة لذلك فلا يخلو أي بستان أو حقل زراعي من الأفاعي مناشدًا المواطنين بعدم الاشتراك في نشر الشائعات التي تهدف بالأساس لبث البلبلة والرعب بين المواطنين.
وأوضح أبوصدام أن مصر تنتج أكثر من 6 ملايين طن من الطماطم كل عام وهي آمنة تمامًا ويتم تصديرها إلى الخارج ناصحًا المواطنين بالاعتناء بغسل الخضراوات والفواكه جيدًا وإزالة أي أجزاء فاسدة منها قبل تناولها وعدم شراء أي ثمار فاسدة أو بحجم أو شكل غير طبيعي أو لها روائح كريهة.
يذكر أن هناك بعض الفواكه والخضراوات التي تحتوي على سموم ليس بسبب “عضة ثعبان” وإنما نتيجة وجود مركبات كيماوية ويمكن أن نتعرف عليها من خلال رائحتها فالثمرة تكون نفاذة الرائحة وتكون رائحتها فيما يشبه رائحة المواد البترولية مثل الجاز والبنزين أو مثل رائحة المواد في عبوات قتل الحشرات الزاحفة والطائرة وأيضًا يمكن معرفتها عن طريق الشكل الخارجي للثمرة فعندما تجد آثارًا لمساحيق بودرة غالبًا تكون شيئًا متبقيًا من المواد التي تم رشها بها أثناء نمو الثمرة أو لحمايتها أثناء التخزين من الحشرات والقوارض.