عالم

السودان.. تقرير دولي يرصد مواقع تخلص الدعم السريع من الجثث في الفاشر

كشف مختبر الأبحاث الإنسانية بكلية ييل للصحة العامة عن وجود أنشطة ممنهجة للتخلص من الجثث في أربعة مواقع داخل المدينة الفاشر، قال إنها مرتبطة بميليشيات “الدعم السريع” التي سيطرت على المنطقة منذ أسابيع.

وجاء التقرير الصادر، أمس الجمعة، تحت عنوان “تحذير من الفظائع”، ليضيف طبقة جديدة من الألم على ما يعيشه سكان مدينة الفاشر، بعد أن حدّد المواقع الأربعة وهي، “جامعة الفاشر، مخيم أبو شوك للنازحين، المستشفى السعودي، وحي الدرجة الأولى”، ويرجّح المختبر أن هذه المواقع تحولت إلى نقاط تُجمع فيها الجثث ليتم التخلص منها حرقًا أو دفنًا بعيدًا عن أعين العالم.

فبحسب الفريق الحقوقي في جامعة ييل، فإن استمرار الأنشطة المرتبطة بإخفاء الجثث لأكثر من أسبوعين ونصف بعد سقوط المدينة يشير إلى كارثة إنسانية لا تزال تتكشف يوماً بعد يوم، فيما لا يزال مصير أعداد كبيرة من سكانها مجهولاً.

وقال التقرير إن الأنماط التي تم رصدها عبر دمج البيانات والمصادر المفتوحة وصور الأقمار الصناعية تُظهر بوضوح قيام القوات المسيطرة بعمليات متكررة لإخفاء بقايا الجثث في أكثر من موقع، وهو ما يثير بحسب التقرير “قلقًا بالغًا بشأن حجم الانتهاكات ووتيرتها”.

ولم يتوقف التقرير عند عمليات الدفن والحرق، بل أشار إلى أن جامعة الفاشر والمستشفى السعودي يعملان أيضاً كمركزي احتجاز، ضمن خمسة مواقع قال نازحون فرّوا إلى منطقة طويلة إنها تضم أكثر من50  ألف شخص، وهي روايات تتقاطع مع صور الأقمار الصناعية التي تظهر تحركات كثيفة وعلامات تدل على الاحتجاز الجماعي.

وبين التقرير من خلال صورًا وثّقتها الأقمار الصناعية، عنن حفر ودفن متعاقب خلف مبانٍ في مخيم أبو شوك بين 15 أكتوبر و13 نوفمبر، أيضا حرائق متكررة لأجسام بيضاء جنوب المستشفى السعودي خلال الفترة ذاتها، ونشاطًا مكثفًا لإخفاء الجثث في حي الدرجة الأولى من 26 أكتوبر حتى 13 نوفمبر، كذلك عمليات دفن متتابعة داخل جامعة الفاشر حتى منتصف نوفمبر.

ووفق مراقبون تشير هذه المشاهد، مجتمعة، إلى محاولات مستمرة  من قبل ميليشيات “الدعم السريع” لطمس آثار ما جرى، في وقت لا تزال فيه مدينة الفاشر تفتقد أصوات أبنائها الذين لم يعودوا بعد.

اقرأ أيضا: مصر والولايات المتحدة تناقشان أزمات السودان وغزة

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *