
تطورت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل سريع ومذهل عبر القطاعات المختلفة،لذا تطلب الأمر من القطاعات والأفراد إدراك إمكانيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق فوائد مجتمعية واقتصادية،حيث أن الذكاء الاصطناعي وقع الكثير إلى تغيير قطاعات التوظيف وجعل الكثير فى حالة نقاش وجدل وأثار مخاوف مستقبل العمل حيث كان له تأثيرا كبير على فقدان بعض الوظائف وإنشاء وظائف اخرى.
يقول الدكتور محمد الغزاوي رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا جامعة ٦أكتوبر سابقا أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الحديثة هى الأكثر ملائمة للمهام الروتينة،حتى لو كانت معقدة ،ولكن يظل البشر أكثر سيطرة فى البيئات غير المتنبا بها أو فى المجالات التى تتطلب ذكاء اجتماعى وعلى مدى الخمس سنوات الماضية كان من المتوقع اندثار العديد من الوظائف بنسب مختلفة ولكن يظل التنبؤ الدقيق لأى وظائف شهد أنخفاض فى الطلب وإنشاء وظائف جديدة وليس اندثارها .
ويوضح احمد عبد الدايم أستاذ الدراسات الإفريقية وعضو لجنة الأجهزة العلمية بمعهد البحوث التاريخية والمعاصرة ان التغييرات التى تدعمها التكنولوجيا مرحبا للعمل والمهن والوظائف تتجه للتأثير على العاملين الأقل أجرا أكثر من الآخرين ونجحت التكنولوجيا فى استقطاب الوظيفة التى فضلت العاملين المتعلمين تعليما عاليا ويوجد تركيز قوى للسوق عليهم .
ويوضح عبد الدايم أن الآلات أصبحت تكمل عمل العمالة البشرية بتزايد قوى فى العمل ،فنحن الآن نحتاج إلى آلية وذكاء اصطناعي داخل المؤسسات لنمو الاقتصاد عبر المساهمات الإنتاجية حيث أصبحت الآلات قادرة على القيام بمزيد من المهام التى يقوم بها البشر وتكميل العمل الذى يقوم به الإنسان وحتى أداء بعض المهام التى يقوم بها البشر.
وأصبح وجوبا على الشركات والحكومات تسخير الذكاء الاصطناعي فى مساهمات الإنتاج لتحقيق ضمان اقتصادي قوى وإنتاج عالى وتعزيز مساندة دينامكية الأعمال وإعادة تصميم العمل والاستثمار فى محركات الطلب على العمل وإعادة دعم الانتقال وشبكات الامان للعمال .
وعلى الدولة أن تقدم رؤى مفيدة لضمان عمال للمستقبل لديها مهارات تعليمية عالية اى مواطنين رقميين وضرورة معالجة التحديات المحتلة لنظم الخوارزميات الذكاء الاصطناعي فىالعمل وادخال التدابير لتقاسم منافع الذكاء الاصطناعي والمساواة عبر المناطق والمجتماعات من خلال دعم النمو الاقتصادي.
ويحدثنا محمد البادى استاذ الحاسب الآلي ونظم المعلومات بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية عن فوائد الذكاء الاصطناعي ،حيث انه يسمح الذكاء الاصطناعي لجهاز الحاسوب أن يفكر، ويتصرف، ويستجيب كما لو أنه إنسان.
ويمكن تزويد أجهزة الحاسوب بكميات هائلة من المعلومات والبيانات، ليتم تدريبها على تحديد الأنماط الموجودة فيها؛ فتصبح قادرة بعد ذلك على إنتاج تنبؤات، وحل المشكلات،
وحتى التعلم من أخطائها.
بالإضافة إلى البيانات، يستخدم الذكاء الاصطناعي عددا من الخوارزميات – وهي عبارة عن مجموعة من التعليمات والخطوات البرمجية، التي يجب اتباعها بالترتيب الصحيح لإكمال مهمة معينة.
الذكاء الاصطناعي هو تلك التكنولوجيا التي تعتمد عليها برامج المساعدة الصوتية الرقمية مثل أليكسا وسيري. كما أنه يتيح لبرامج مثل سبوتيفاي ويوتيوب وبي بي سي آي بلاير أن تقترح عليك قائمة من المواد التي قد ترغب في تشغليها، وتساعد تلك التكنولوجيا أيضا تطبيقي فيسبوك وتويتر في اختيار وعرض منشورات الوسائط الاجتماعية التي توافق اهتمامات المستخدمين.
كذلك يتيح الذكاء الاصطناعي لشركة أمازون أن تحلل عادات الشراء لدى عملائها، وبناء على هذا التحليل تقوم أمازون بعرض توصيات لعمليات شراء مستقبلية تتناسب مع اهتمامات كل عميل على حدة – كما تستخدم الشركة هذه التقنية لإزالة التقييمات المزيفة.
اضافة الى الذكاء الاصطناعي “التوليدي”.
فهو شكل آخر من الذكاء الاصطناعي. إذ يتعلم كيفية بناء معلومات جديدة من البيانات والأنماط السابقة، بحيث يكون قادرا على إنشاء محتوى جديد وأصلي يبدو كما لو تم إنشاؤه بواسطة إنسان.
وتقترن تلك التقنية ببرنامج حاسوب يُعرف باسم “بوت الدردشة”، والذي يتلقى الرسائل النصية من المستخدمين ويقوم بالرد عليها بشكل منطقي وذكي.
يمكن لهذه التطبيقات الإجابة على الأسئلة ورواية القصص وكتابة أكواد برمجية.
والكثير مننا يستخدم برنامج “Google Maps” لإرشادنا في رحلاتنا، أو للتحقق من المدة التي يستغرقها الطريق عملية بسيطة تستغرق بعض ثوانٍ قليلة، إلا أنه في الواقع هناك الكثير من التكنولوجيا وراء الكواليس.
يستخدم التطبيق التعلم الآلي لوضع توقعات بناءً على مقارنة مجموعتين من البيانات؛ البيانات الحالية والرحلات السابقة، فيحلل التطبيق الأنماط السابقة ويجمعها مع الأوضاع الحالية لحركة المرور. وبناءً على هذه البيانات، يستطيع Google Maps تحديد الوقت المتوقع للوصول.
لزيادة مستوى الدقة، عقدت Google Maps شراكة مع DeepMind، وهو مختبر أبحاث أبجدي يعمل على الذكاء الاصطناعي، ويستخدم بنية التعلم الآلي المعروفة باسم Graph Neural Networks وهذا يمكنهم من التنبؤ بحالة الطريق بشكل أفضل قبل حتى أن يتأثر أي من المستخدمين بتكدس الطرق.
من ضمن المميزات الأخرى للذكاء الاصطناعي في تلك الحالة هي إمكانية تحديد الطرق البديلة لاختيار أي طريق يمكن للمستخدم السير به لتجنب التكدس المروري. ويتم تحديد نماذج
ويضيف البادى ان استثمرت العديد من الشركات في الذكاء الاصطناعي والشات بوت على وجه التحديد خلال السنوات القليلة الماضية، مما أدى إلى تعزيز خدمة العملاء وتغيير الطريقة التي نتلقى بها خدماتنا.
لتسهيل تجربة العميل وتطويرها، تستخدم الشركات روبوتات المحادثة “Chatbot” للتعامل مع الخطوات الأولية من التفاعل مع العميل، وطلب المعلومات الأساسية مثل رقم حساب المستخدم ورقم الطلب وتفاصيل الدفع ومعلومات الاتصال. ويؤدي هذا إلى تقليل الحمل على الكوادر البشرية وإتاحتها للتركيز على المشكلات التي تعد معقدة بالنسبة روبوتات الدردشة