تستهدف الدولة المصرية المرحلة المقبلة زيادة الرقعة الزراعية وتأمين الغذاء للمصريين،لذا تعكف الحكومة المصرية على تأسيس اكبر نهر صناعى لامداد “الدلتا الجديدة “فهو مستقبل مصر لتوسيع زراعه المحاصيل الاستراتيجية لخفض الاستيراد السلع الغذائية من الخارج.
وكشف محمد غانم، متحدث إعلامى بمكتب وزير الري، كيفية توفير المياه لمشروع الدلتا الجديدة اى انشاء نهر اصطناعي جديد عن طريق استخدام مياه الصرف الزراعي وإعادة توجهيها دون إهدار الى الأراضي الزراعية.
ووصف غانم، خلال تصريحات لـ”البورصجية”، النهر الصناعى الجاري تنفيذه بشمال ووسط سيناء بمسارين لنقل المياه بواسطة محطة بحر البقر المتدفقة بترعة الشيخ جابر إلى مناطق متفرقة بسيناء، استعدادا لزراعتها، ويبلغ طوله ١٠٨كم يشمل ١٨محطة رفع عملاقة ستساهم بزراعه نحو نص مليون فدان بواسطة جهاز “مستقبل مصر” التابع للجيش المصرى.
وطول المسار الاول ٨٠كم، وهو عبارة عن مواسير Grp تمتد من جنوب ترعه الشيخ جابر حتى يصل إلى الجفحافة بوسط سيناء، ويشمل انشاء شبكة طرق بطول ٢١٠كم منها ٣طرق رئيسية بطول ٣١٠كم وطريق دائري بطول ٣٠٠كم.
وأوضح غانم أن المسار الاخر لإيصال للمشروع يبلغ طوله ١٧٤كم ينقسم بين ترع مكشوفة ومواسير مغطاة للحفاظ على المياه من الفقدان،عليه ١٢ محطة مياه لرفعها باجمالى ٧.٥مليون متر مكعب يوميا للمياه المتدفقة بتكلفة ٦٠مليار جنيه.
وأضاف أن الاعمال تتطور يوم بعد يوم فى محطة “الحمام” للمعالجة، فهى تعد أكبر محطة فى العالم لمعالجة ٢.٥مليار متر مكعب سنويا وهى جزء اساسى من مياه الرى اللازمة للمشروع، فمشروع الدلتا الجديدة هدفه الرئيسي سد جزء كبير من الفجوة الغذائية بالبلاد.
وأوضح الخبير الزراعي محمد صبحي، أهمية مشروع إنشاء نهر صناعى بمصر، قائلًا إن له أهمية بالغة لتحقيق الأمن الغذائي والمائي بمصر، ويمتدد طولة بنحو ١١٤كم بتكلفة ١٦٠مليار جنيه ،حيث يهدف إلى استغلال مياه الصرف الزراعي والجوفية والسطحية بعد معالجتها ،فهذا المشروع ركيزة أساسية بمشروع “الدلتا الجديدة ” بالصحراء الغربية.
وتابع صبحى، خلال تصريحات للبورصجية، أن المياه فى الوقت الحالي هى سلاح سياسي واقتصادى قوى، فمصر الآن تبلغ مواردها المائية من نهر النيل ٥٥.٥مليار و٥.٥مليار مياه جوفية و١.٣مليار من الأمطار التى تسقط على اراضى الدلتا ونستفيد منها فى الري”.
وواصل: “ونقسم هذة الموارد المائية على عدد السكان يكون نصيب الفرد ٦٠٠متر مكعب فقط فهذا يجعلنا نقترب من حد الفقر المدقع لذا تقوم مصر بتقليل هذة الفجوة المائية بنحو ٤٣مليار متر مكعب سنويا من خلال اعادة استخدام ٢٠مليار متر مكعب من مياه المخلفات المعالجة او المخلوطة المخففة مع مياه الترع حيث يقوم المشروع على معالجة المياه بمحطة الحمام الى جانب النهر الصناعى بطول ٢٢كم وجزء اخر فى شكل مسار مفتوح تمتد بطول ٩٢كم بهدف زراعه ٢.٢٢مليون فدان”.
واستكمل: “فهذا المشروع يحقق فى المستقبل القريب الامن الغذائي لمساهمته فى توسيع الرقعة الزراعية وزيادة الانتاج الزراعي وتعزيز الاستثمارات المحلية والاحنبية لتحسين مستوى معيشة الفرد”.
وقال أحمد عزيز عبد المنعم، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعه سوهاج، إن الدولة المصرية أمام تحد قوى وضخم وكبير حيث مشروع الدلتا الجديدة يحتاج إلى كمية كبيرة من المياه لان مساحته تصل الى ٢٠٢مليون فدان، فالنهر الجديد الذى يتم انشاؤه يمد مشروع الدلتا الجديدة بالمياه ويمد الترع الجديدة ومواسير المياه والعديد من محطات الرفع ،فالمشروع متواجد داخل منطقة منخفضة لأكثر من ١٠٠متر.
وأشار عباس أبو ضيف، أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية، إلى أن هدف مشروع الدلتا الجديدة هى إقامة مجتمع عمرانى متكامل يعتمد على المياه الجوفيه والمخلوطة بمياه الصرف الزراعى بعد معالجتها فهو يهدف إلى زيادة الانتاج الزراعي وتحقيق درجة اعلى من الامن الغذائي وتوفير فرص عمل وزيادة الصادرات بعد تأسيس محطة عملاقة لمعالجة المياه بمنطقة الحمام.
ولفت إلى أن مصر تسعى لترويض الصحراء لزيادة الرقعة الزراعية بمصر لذا تم تنفيذ النهر الصناعى ومده بمياه الصرف الزراعي؛ فهذا المشروع يعتبر قاطرة مصر الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض حيث المساحة المستهدفة مليون ونص فدان من إجمالي مساحة الدلتا،فسوف يوفر ٧.٥مليون متر مكعب من المياه فى اليوم بتكلفة ٦٠مليار جنيه فخلال ١٤شهر تتم زراعه ٢.٢مليون فدان.