
في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بمنطقة الخليج، واحتدام المواجهات بين إيران وجيش الاحتلال ، اشتعلت أسعار النفط العالمية وسط مخاوف حقيقية من احتمال إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الحيوية لتصدير النفط والغاز عالميًا.
هذا السيناريو يُنذر بتداعيات اقتصادية واسعة، أبرزها ارتفاع أسعار الطاقة ونقص الإمدادات، ما يضع الدول المستوردة، وفي مقدمتها مصر، أمام اختبار جديد في إدارة ملف الطاقة بكفاءة واستباق.
استقرار في الإمدادات ومخزون استراتيجي قوي
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أن الدولة لن تواجه أي مشكلات في تدبير احتياجات الغاز لمحطات الكهرباء وقطاع الصناعة بنهاية الشهر الجاري، مشيرًا إلى أن مصر وصلت إلى “معدلات غير مسبوقة” في تأمين مخزون السلع الاستراتيجية لتغطية أكثر من ستة أشهر.
كما أشار إلى أن لجنة الأزمات بالحكومة كلّفت بوضع تصورات للتعامل مع السيناريوهات الأسوأ في ضوء الأزمة الجيوسياسية الراهنة.
وفيما يتعلق بالموازنة العامة الجديدة، أوضح مدبولي أن سعر برميل النفط مُقدر عند 75 دولارًا، مؤكدًا:
“لدينا احتياطيات في كل باب من أبواب الموازنة لاستيعاب هذا النوع من الصدمات”، مضيفًا أن أي تعديل يتجاوز الحدود لن يتم قبل منتصف العام المالي، ويتم وفقًا للإجراءات الدستورية بمراجعة شاملة وعودة للبرلمان.
فجوة في استهلاك الغاز وتغطيتها عبر الاستيراد
أوضح المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، أن حجم استهلاك مصر من الغاز الطبيعي يبلغ 6.2 مليار متر مكعب ، بينما يُنتج محليًا 4 مليارات متر مكعب، ويتم تعويض الفجوة عبر الاستيراد من الخارج.
وأضاف كمال في تصريح خاص لـ البورصجية ، أن الانتظام في سداد مستحقات الشركات الأجنبية العاملة في قطاع الطاقة، يساهم بشكل مباشر في تسريع وتيرة البحث والاستكشاف، ما يؤدي إلى زيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وبالتالي تقليص الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج على المدى المتوسط.
🔹 القليوبي: استمرار الحرب يرفع النفط إلى 85 دولارًا… وغلق هرمز قد يتجاوز بالسعر 100 دولار
من جانبه، أكد الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة والبترول، أن استمرار المواجهات العسكرية بين إيران و جيش الاحتلال من شأنه أن يرفع أسعار النفط إلى مستوى 85 دولارًا للبرميل خلال الفترة القريبة، مدفوعًا بحالة الترقب والقلق في الأسواق.
وأضاف في تصريح خاص لـ البورصجية ، أن السيناريو الأخطر يتمثل في إغلاق مضيق هرمز، الذي تمر من خلاله نحو 28% من حركة الغاز الطبيعي في العالم، وحوالي 20 ناقلة نفط و16 ناقلة غاز يوميًا، مشيرًا إلى أن حدوث ذلك قد يؤدي إلى قفزة في أسعار النفط تتجاوز 100 دولار للبرميل، ما يشكل تهديدًا واسع النطاق لإمدادات الطاقة، لا سيما للدول الكبرى المستوردة مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية.
و أكد القليوبي أن مصر تحركت سريعًا لتأمين احتياجاتها من الغاز، من خلال التعاقد مع خمس شركات عالمية بعقود طويلة الأجل، لافتًا إلى وصول 3 سفن محملة بالغاز إلى البلاد، حيث تم ربط واحدة، وجارٍ ربط الأخريين.
كما أشار إلى أن مصر ستعزز قدراتها من الطاقة الكهربائية من خلال اتمام الربط الكهربائي مع السعودية بقدرة 3000 ميجاوات، والمتوقع تشغيله في أغسطس المقبل، بالإضافة إلى دخول محطات طاقة متجددة للخدمة قريبًا، مما يسهم في تخفيف الضغط على الشبكة القومية خلال فترات الذروة الصيفية