رباب الشاذلي
أكد محمد العرجاوي، رئيس شعبة الجمارك بالإسكندرية ورئيس لجنة الجمارك بالشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن تسويق الخدمات الجمركية يمثل ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات، وتعزيز الصادرات المصرية.
وأضاف العرجاوي أن هذه الخدمات لم تعد مجرد إجراءات إدارية تقليدية، بل تحولت إلى واجهة حيوية تعكس سهولة ممارسة الأعمال في مصر، وتشكل عاملاً رئيسياً في تكوين انطباع المستثمرين الأجانب تجاه بيئة الاستثمار داخل البلاد.
وأوضح أن نجاح تسويق هذه الخدمات يعتمد على إبراز المزايا والقيمة المضافة التي تقدمها، مستندًا إلى مفاهيم تسويقية تراعي التوقيت والمكان والشكل ومنفعة التملك، وهو ما يجعلها ذات فاعلية أكبر في دعم حركة التجارة.
وأشار إلى أن الخدمات الجمركية تتسم بانخفاض تكاليفها مقارنة بالسلع المادية، نظرًا لغياب نفقات التخزين، مما يسهل التحكم في مصروفاتها وتحسين جودتها، مشددًا على أن رضا المستفيد وارتباط الخدمة بتسهيل نشاطه هو المعيار الأساسي لتقييم الأداء.
ولفت العرجاوي إلى التفاوت في أداء الخدمات بين القطاع الخاص والهيئات الحكومية، حيث يسعى القطاع الخاص إلى تحسين الجودة وجذب العملاء بسرعة وكفاءة، بينما تواجه بعض الجهات الحكومية تحديات في التطوير بسبب قلة المنافسة، مضيفًا أن “زمن الإفراج” الجمركي أصبح مؤشرًا رئيسيًا في التصنيفات الدولية للأداء اللوجيستي.
وأكد على أهمية القوانين واللوائح الجمركية كعوامل أمان وحوافز للمستثمرين الأجانب، داعيًا إلى تسويق الخدمات الجمركية من خلال جهات متخصصة مثل قطاع التمثيل التجاري بوزارة التجارة، لعرض مزايا الاستثمار في ظل القوانين الحديثة والمناطق الحرة والاقتصادية، متماشية مع رؤية مصر للتحول إلى مركز لوجستي عالمي.
وشدد على ضرورة إنشاء إدارة متخصصة داخل مصلحة الجمارك لتفعيل هذه الرؤية، ومراجعة التشريعات التي قد تعيق تقديم الخدمات بكفاءة، مستفيدًا من البنية التحتية المتطورة من موانئ وشبكات طرق واتصالات.
وختم بالقول إن تسويق الخدمات الجمركية يخلق بيئة جاذبة للاستثمار، يدعم الصناعة المحلية، يعزز تنافسية الصادرات، يحسن الميزان التجاري، ويخفف الأعباء على المستهلك النهائي، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني.
