
تعيش سوق السيارات المصرية حالة من الترقب والحذر، بعدما شهدت أسعار العديد من الماركات الشهيرة تراجعًا ملحوظًا خلال الشهرين الماضيين، وسط منافسة شرسة تحولت إلى ما يشبه “حرب أسعار” تقودها الشركات الصينية. هذا المشهد لم يقتصر أثره على السيارات الجديدة فحسب، بل امتد ليترك بصمته على أسعار السيارات المستعملة، ما يفتح الباب أمام تغيرات محتملة في خريطة السوق خلال الفترة المقبلة.
علاء السبع، عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية، أكد أن الانخفاضات التي يشهدها سوق السيارات المحلي تتركز بشكل كبير في الطرازات الصينية، نتيجة المنافسة الشرسة التي تجري دون حسابات دقيقة، لافتًا أن البقاء سيكون في النهاية للوكيل الأقوى القادر على دعم وخدمة العلامة التجارية التي يمثلها.
وأوضح السبع، في تصريحات خاصة لـ”البورصجية”، أن موجة خفض الأسعار في الطرازات الصينية تقترب من نهايتها، مشيرًا أن المنافسة السعرية بين الموديلات الجديدة المطروحة في السوق قلّصت من هامش ربح الوكلاء.
وأضاف، أن الأسعار الحالية للسيارات باتت معقولة، خاصة مع تراجع سعر الدولار خلال الشهرين الماضيين، متوقعًا ألا تتجاوز الانخفاضات المستقبلية حاجز الـ 3%، بفضل استمرار المنافسة ودخول شركات جديدة للسوق من جهة، وتحسن أداء الجنيه من جهة أخرى.
وتوقع السبع أن تعود مبيعات سوق السيارات المصرية خلال ثلاثة أعوام إلى مستويات عام 2020، حين تجاوزت 300 ألف سيارة، مدفوعة بتحسن دخل المواطن وتراجع أسعار صرف العملات الأجنبية.
وشهد السوق منذ بداية أغسطس الجاري انخفاض أسعار أكثر من 10 طرازات، شملت سيارات سيدان وSUV، بمستويات وصلت في بعض الحالات إلى 225 ألف جنيه دفعة واحدة. فقد تراجع سعر أريزو 5 موديل 2026 بنحو 20 ألف جنيه ليبدأ من 655 ألف جنيه، فيما انخفض سعر شيري تيجو 7 برو 140 ألف جنيه لتسجل 1.13 مليون جنيه للفئة الأولى. أما شيري تيجو 8 برو 2026 فقد فقدت 225 ألف جنيه من قيمتها، ليبدأ سعرها من 1.375 مليون جنيه لأول فئة، في حين تراجعت هيونداي توسان بمقدار 151 ألف جنيه ليصل سعر الفئة الأولى إلى 1.599 مليون جنيه.
كما دخلت العلامة الصينية جيتور، الوافدة حديثًا للسوق المصرية، على خط المنافسة، لتخفض سعر طراز X70 Plus بمقدار 75 ألف جنيه إلى 1.13 مليون جنيه، وتبعتها جيلي بتخفيض سعر طراز ستار راي 100 ألف جنيه إلى 1.499 مليون جنيه، فيما تراجع سعر أوبترا 2026 بمقدار 20 ألف جنيه ليستقر عند 744 ألف جنيه.
وكشف مجلس معلومات سوق السيارات “أميك” عن استمرار العلامات الصينية في ترسيخ هيمنتها على السوق المصرية، بعد استحواذها خلال عام 2024 على حصة بلغت 37% من إجمالي المبيعات، بواقع 30.4 ألف سيارة. هذه السيطرة لم تتوقف عند العام الماضي، بل شهدت قفزة لافتة في النصف الأول من 2025، إذ ارتفعت مبيعاتها بنحو 130% لتصل إلى 21.4 ألف سيارة، في وقت سجل فيه السوق ككل نموًا بنسبة 97%، بإجمالي مبيعات 74.4 ألف سيارة.
وأشار التقرير، أن الطاقة الإنتاجية السنوية لـ 13 مصنع سيارات في مصر بلغت نحو 95 ألف سيارة. كما تستعد 9 شركات جديدة لدخول السوق خلال العام الجاري والمقبل، وسط تقديرات بأن تصل الطاقة الإنتاجية الإجمالية إلى نحو 165 ألف سيارة سنويًا، ما يعكس توقعات بمرحلة توسع غير مسبوقة في صناعة السيارات محليًا.