مصر

البث المباشر فقط.. هل يخدم جميع الطلاب أم يحد من فرص التعلم؟

شهدت السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا نحو التعليم الرقمي، حيث اعتمدت وزارة التربية والتعليم على منصات البث المباشر كأداة تعليمية رئيسية تدعم الطلاب في مختلف المراحل الدراسية.

كانت هذه المنصات توفر ميزة إعادة الدروس، مما أتاح للطلاب فرصة التعلم وفقًا لظروفهم المختلفة، سواء بسبب مشاكل الإنترنت أو التزاماتهم الشخصية.

إلا أن القرار الأخير بإلغاء ميزة الإعادة والاقتصار على البث المباشر فقط أثار موجة من الجدل، حيث بات الطلاب وأولياء الأمور يواجهون تحديات حقيقية تعرقل استفادتهم من العملية التعليمية. فقد أصبح غياب الإعادة يشكل عقبة أمام الطلاب الذين يعانون من ضعف الإنترنت، أو الذين لا يستطيعون متابعة الدروس في وقتها المحدد، مما يهدد بتحول التعليم من فرصة متاحة للجميع إلى تجربة مقيدة بظروف خارجة عن إرادتهم.

وفي هذا الإطار، اعتمدت وزارة التربية والتعليم لسنوات على منصات البث المباشر كأداة تعليمية قوية تدعم الطلاب في جميع المراحل الدراسية. هذه المنصات وفرت ميزة إعادة الدروس، مما أتاح للطلاب فرصة متابعة المحتوى في أي وقت، وفقاً لظروفهم المختلفة. غير أن القرار الأخير بإلغاء ميزة الإعادة والاعتماد على البث المباشر فقط خلق أزمة حقيقية للطلاب وأولياء الأمور، مما أثار العديد من التساؤلات حول مدى ملاءمة هذا التوجه الجديد لاحتياجات الجميع.

وذكرت رودي نبيل مؤسس معا لغد مشرق التعليمي وادمن جروب حوار مجتمعي تربوي للبورصجية ان المشكلات التي واجهت الطلاب وأولياء الأمور بعد إلغاء الإعادة، انقطاع الإنترنت وتأثيره على التحصيل الدراسي، حيث لا تزال مشكلة ضعف الإنترنت وانقطاعه المفاجئ عائقًا رئيسيًا أمام العملية التعليمية الرقمية. في كثير من المنازل، قد يكون الاتصال بالشبكة ضعيفًا أو غير مستقر، ما يجعل حضور البث المباشر في موعده ضربًا من الحظ. ومع عدم وجود إمكانية لإعادة الدروس لاحقًا، يفقد الطلاب فرصة فهم الدروس المهمة.

كما اشارت ان الضغط الاقتصادي وتجديد باقات الإنترنت، يأتي ضمن المشكلات التي واجهت الطلاب، حيث يعتمد العديد من الأسر على باقات إنترنت محدودة، يتم تجديدها وفقًا للإمكانيات المادية. مع إجبار الطلاب على متابعة الدروس في وقت محدد، قد يتزامن البث مع انتهاء الباقة، مما يحرمهم تمامًا من الدرس دون أي خيار بديل.

وذلك بالإضافة الي التداخل في مواعيد المواد المختلفة، مع تحديد أوقات بث محددة لكل مادة، يواجه الطلاب صعوبة في متابعة جميع الدروس، خاصة إذا تداخلت مواعيد المواد التي يدرسونها. في النظام القديم، كانت إعادة الدروس تتيح لهم مشاهدة ما فاتهم لاحقًا، بينما أصبح الآن عليهم الاختيار بين مادة وأخرى، مما يؤثر على تحصيلهم في بعض المواد على حساب الأخرى، والتفاوت في الجدول الزمني للطلاب، ليس كل الطلاب متاحين في نفس الأوقات. بعضهم يكون نائمًا، آخرون قد يكونون في دروس خصوصية، أو لديهم التزامات عائلية. في السابق، كانوا قادرين على مشاهدة الدروس لاحقًا بما يناسب أوقات فراغهم، ولكن مع إجبارهم على الالتزام بمواعيد محددة، أصبح كثير منهم محرومًا من الاستفادة الكاملة من هذه المنصات.

وذكرت نبيل ان غياب الإعادة يؤثر على استيعاب المعلومات، بعض الطلاب يحتاجون إلى إعادة الدروس أكثر من مرة لفهم المحتوى بشكل جيد. كان يمكنهم التوقف عند النقاط الصعبة، إعادة المشاهدة، والتأكد من فهم كل جزئية. أما الآن، فهم مضطرون لاستيعاب الدرس كاملاً في نفس اللحظة، حتى لو لم يكن تركيزهم في أفضل حالاته.

 

كما أشارت رودي نبيل، فإن الحلول الممكنة لإنقاذ تجربة التعلم عبر البث المباشر تتضمن إعادة تفعيل ميزة الإعادة التي تتيح للطلاب فرصة متابعة الدروس في الوقت الذي يناسبهم، مما يعزز من فهمهم واستيعابهم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن توفير تسجيلات الدروس لفترة محددة أو جدولة بث إضافي في أوقات مختلفة، مما يمنح الطلاب مرونة أكبر في متابعة المواد الدراسية، كما أن إتاحة خيار تحميل الدروس لمشاهدتها دون اتصال بالإنترنت والتنسيق الأفضل بين مواعيد البث المباشر لتجنب تداخل المواد يمكن أن يسهم في تحسين التجربة التعليمية وضمان وصول المحتوى إلى جميع الطلاب بشكل عادل وفعال.

واخيرا، أن الهدف الأساسي من المنصات التعليمية هو تسهيل وصول الطلاب إلى المعرفة، وليس فرض قيود إضافية عليهم تعرقل العملية التعليمية. اعتماد البث المباشر فقط دون إعادة يشكل تحديًا كبيرًا أمام كثير من الطلاب، ويحد من استفادتهم الكاملة من المحتوى التعليمي المقدم. لذا، فإن إعادة النظر في هذا القرار أصبح أمرًا ضروريًا لضمان تحقيق الهدف الحقيقي من هذه المنصات، وهو توفير تعليم متاح وعادل للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *