مع بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية الكبيرة في الضفة الغربية، خاصة مدينة جنين، اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتشجيع “غلاة المستوطنين” على ارتكاب مزيد من الجرائم في الضفة الغربية، محذرة من “محاولات تفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، تمهيدًا لخلق حال من الفوضى العنيفة لتسهيل ضمها”.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال ببدء عملية عسكرية في جنين بغارة جوية لطائرة مسيرة استهدفت عدة بنى تحتية، مضيفة “ستعمل قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك الوحدات الخاصة، والشاباك، وحرس الحدود، في أنحاء جنين في الأيام المقبلة”.
وتأتي العملية العسكرية الإسرائيلية وسط مخاوف من تحول الضفة الغربية المحتلة إلى “غزة جديدة” مع نقل الاحتلال الصراع إليها بعد الهدوء الذي يشهده قطاع غزة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، الأحد الماضي.
الجدار الحديدي
وأعلن رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية العسكرية التي بدأتها قوات الأمن في جنين في شمال الضفة الغربية هدفها “استئصال الإرهاب”، على حد زعمه، وقال في بيان إن قوات الأمن بدأت “اليوم عملية عسكرية واسعة وذات أهمية لاستئصال الإرهاب في جنين” أطلق عليها اسم “الجدار الحديدي”.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، بأنه في إطار العملية العسكرية الإسرائيلية دخلت وحدات من القوات البرية والوحدات الخاصة إلى مدينة جنين.
وتنطلق العملية الإسرائيلية مع اليوم الثالث لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن هجوم شنته طائرات مسيرة.
وفي الوقت نفسه، أبلغ فلسطينيون في جنين عن صدور إنذارات بسبب قوة إسرائيلية خاصة تم اكتشافها ووصول مركبات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي من نقطة تفتيش دوتان. وفي وقت لاحق، شنت مروحية قتالية هجومًا من الأجواء.
تغيير مفهوم الأمن في الضفة
من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إنه “بعد غزة ولبنان، بدأنا اليوم، بتغيير مفهوم الأمن في الضفة الغربية وأيضا في الحملة للقضاء على الإرهاب في المنطقة”، بحسب مزاعمه.
وأردف سموتريتش: “حملة الجدار الحديدي” ستكون قوية ومتواصلة ضد عناصر الإرهاب ومرتكبيه، لحماية المستوطنات والمستوطنين، ولأمن دولة إسرائيل بأكملها، والتي يشكل الاستيطان حزامها الأمني”.
اتفاق غزة معلق بخيط رفيع
في السياق، قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن لدى نتنياهو وحركة حماس أسبابهما لإسقاط اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بينهما، مما يعني أن على الوسطاء الصادقين أن يبذلوا قصارى جهدهم لإبقائه على قيد الحياة.
وأضافت الصحيفة -في زاوية الكاتب سيمون تيسدال- أن الظهور المتحدي لمقاتلي حماس المدججين بالسلاح أثناء تسليم 3 محتجزات إسرائيليات إلى الصليب الأحمر يوم الأحد كان بمثابة تذكير سيئ، بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه الأسبوع الماضي معلق بخيط رفيع، وقد ينكسر في أي لحظة.
ورأى الكاتب أن المشكلة الأساسية في المستقبل، هي أن نتنياهو الذي ظل رهينة لحلفائه من اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي، والذي قاوم لعدة أشهر نفس المقترحات التي قدمها الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في مايو، لا يريد أن تستمر الهدنة، ولكنه كان مجبرا على موافقة محدودة، ربما تكون نابعة من عدم رغبته في إفساد حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.
ورد الكاتب، أن نتنياهو كان يطمئن الوزراء الساخطين بأن وقف إطلاق النار مؤقت وأنه لا ينوي احترام شروطه بالكامل، ويقال إنه وعد المتطرفين إيتمار بن جفير الذي استقال احتجاجا، وبتسلئيل سموتريتش الذي يهدد بذلك، بأنه سيستأنف الحرب قريبا.
تحذيرات من انهيار اتفاق غزة
في غضون ذلك، حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، اليوم الثلاثاء، من أن أي انتهاك من أي من الطرفين أو القرار السياسي قد يؤدي بشكل واضح إلى انهيار الاتفاق.
وأكد أن بلاده واثقة من صياغة الاتفاق وناقشت كافة القضايا المهمة المطروحة على الطاولة.