اتخذت العديد من الدول في جميع أنحاء العالم مواقف متباينة إزاء التصعيد الحالي في قطاع غزة، وتبنت بعض الدول مواقف متشددة رافضة بكل الطرق مايحدث في المنطقة.
وحتى وقتنا هذا، يستمر التصعيد بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية بعد إطلاق عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الجاري، ، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية وأسرت عددًا كبيرًا من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين، فيما ردت إسرائيل بإطلاق عملية “السيوف الحديدية”.
وكان قد أسفر القصف الإسرائيلي على غزة عن سقوط نحو 3500 قتيل وأكثر من 12 ألف مصاب، فيما أسفرت المواجهات في الضفة الغربية عن مقتل 62 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 1300 آخرين، وبلغت حصيلة القتلى الإسرائيليين 1400 شخص، فضلًا عن إصابة 3842 آخرين.
وكان قد أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، صباح اليوم الخميس، توجهه إلى إسرائيل اليوم ثم إلى دول أخرى في المنطقة؛ في محاولة لتهدئة التوتر في المنطقة.
ومن جانبه، قال سوناك:”يجب أن يكون الهجوم على مستشفى المعمداني نقطة تحول لقادة المنطقة وفي جميع أنحاء العالم للتجمع معًا؛ لتجنب المزيد من التصعيد الخطير”، وأضاف:” سأتأكد من أن المملكة المتحدة في طليعة هذا الجهد”.
وأشارت بعض التقارير إلى أنه من المتوقع أن يصر سوناك على أن يتم السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في الوقت الذي سمحت فيه إسرائيل بدخول المساعدات إلى القطاع من مصر وأن يتم السماح للبريطانيين العالقين في غزة بمغادرتها.
وفي سياق متسق، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الأيام الماضية على أن التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي هو نتيجة للسياسات الأمريكية الفاشلة في المنطقة.
وحذر بوتين من خطورة تصاعد العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين على استقرار المنطقة ككل، كما دعت روسيا إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين والعودة إلى مفاوضات السلام.
وعلى الجانب الأخر، فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خلال جلسة 17 أكتوبر، في تبني مشروع قرار قدمته روسيا يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة ويدين كل أعمال العنف ضد المدنيين والأعمال الإرهابية ويدعو لإطلاق سراح كل الرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين.
كما فشل مجلس الأمن في تبني مشروع قرار قدمته البرازيل يدعو إلى وقف تهجير سكان قطاع غزة من جانب إسرائيل، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو لنقض مشروع القرار.
ومن جهته، حذر رئيس هيئة الأركان الإيرانية، محمد باقري من أن استمرار الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين مع دعم إسرائيل من قبل دول أخرى قد يؤدي إلى دخول جهات أخرى لساحة الصراع.
وأجرى باقري اتصالين هاتفيين مع كل من وزيري الدفاع الروسي سيرجي شويجو والقطري خالد بن محمد العطيه، دعا خلالهما المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لوقف الجرائم الصهيونية ضد أهالي غزة.
وطالب باقري دول العالم بمنع نقل الأسلحة والأعتدة العسكرية من القواعد الأمريكية في المنطقة إلى إسرائيل.
وخلال المكالمة، شدد وزير الدفاع الروسي على موقف بلاده الواضح والداعي لضرورة وقف إطلاق النار والحيلولة دون إلحاق الضرر بالمدنيين، ولفت إلى أن مبادرة روسيا في مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن لم تنجح بسبب معارضة بعض الدول الغربية.
فيما انتقدت الصين واشنطن لعرقلتها تبني قرار مجلس الأمن الدولي بشأن فلسطين، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج إن بلادها تشعر بخيبة أمل؛ لأن الولايات المتحدة منعت مجلس الأمن الدولي من تبني مشروع قرار حول القضية الفلسطينية.
وأضافت نينج:”تشعر الصين بخيبة أمل عميقة لأن الولايات المتحدة منعت مجلس الأمن الدولي، من تبني مشروع قرار بشأن القضية الفلسطينية”.
ونفى مصدر في الرئاسة التركية، صحة التقارير المنتشرة حول نية تركيا التدخل عسكريًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال المصدر إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية هاكان فيدان، ملتزمان بجهود الوساطة ويسعيان للتوصل إلى وقف لإطلاق النار من خلال جهودهما الدبلوماسية المستمرة.
وأشار إلياس شكر، عضو هيئة القرار والتنفيذ المركزي في حزب العدالة والتنمية التركي، إلى أن تركيا قد تتخذ بعض الإجراءات ضد إسرائيل، في حال استمرار الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدا أن بلاده تعمل بشكل مكثف على حل المشكلة والقيام بدور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
واعتبر المتحدث العسكري باسم كتائب “حزب الله” العراقي، جعفر الحسيني، أمريكا شريكة أساسية في قتل المواطنين في قطاع غزة قائلا:” وبالتالي عليهم تحمل العواقب”.
وأشار إلى أن الكتائب ومنذ اليوم بدأت عمليًا المقاومة في العراق بتوجيه ضرباتها ضد القواعد الأمريكية.
وأعلن الحسيني رسميا دخول التنظيم معركة “طوفان الأقصى” عبر توجيه الضربات للقواعد الأمريكية في العراق، مشيراإلى أن العمليات ستستمر بوتيرة أعلى، حسبما نقلت عنه قناة “المنار” اللبنانية.