عالم

ائتلافه “الهش” ينهار.. هل ينهي “اتفاق غزة” مستقبل نتنياهو؟

أصبح رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقف عصيب بين مطرقة رئيس أمريكي جديد يعد بالسلام وسندان حلفاء من اليمين المتطرف يريدون إشعال الحرب الدائرة منذ أكثر من 15 شهرًا، وهو توتر ليس مرشحًا إلا للزيادة، وذلك حتى قبل التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبحسب وكالة “رويترز”، فإن الكثير على المحك بالنسبة لنتيناهو، فهو يريد الحفاظ على الائتلاف الحاكم من ناحية وإرضاء الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب من ناحية أخرى، إذ يسعى الأخير لاستغلال زخم وقف إطلاق النار لتوسيع العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل في الشرق الأوسط.
استقالات حلفاء نتنياهو
واستقال أحد حلفاء نتنياهو المتطرفين بالفعل (وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير) بسبب وقف إطلاق النار في القطاع ويهدد حليف آخر (وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش) بالمثل إذا لم تستأنف الحرب على حركة حماس الفلسطينية) بقوة أكبر من تلك التي دمرت أغلب قطاع غزة على مدى 15 شهرًا.
اتفاق غزة
والوقت يمر، إذ من المفترض أن تستمر المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ستة أسابيع. وبحلول اليوم السادس عشر الذي يوافق الرابع من فبراير، من المقرر أن تبدأ إسرائيل وحركة حماس التفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وهدفها المعلن هو إنهاء الحرب.
وانسحب حزب عوتسماه يهوديت (القوة اليهودية) برئاسة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير من الحكومة يوم الأحد. وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إنه سيبقى في الحكومة إذا استؤنفت الحرب بعد المرحلة الأولى وحتى الهزيمة الكاملة لحماس.
واندلعت الحرب بعد هجوم نفذته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
دعاوى التهجير متواصلة
وقال سموتريتش في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية يوم الأحد “يجب أن نعود بأسلوب مختلف كليا. نحتاج لغزو قطاع غزة وفرض حكم عسكري هناك حتى ولو مؤقتا، لبدء تشجيع الهجرة (الفلسطينية)، والاستيلاء على الأراضي من أعدائنا وتحقيق الانتصار”.
ومع ذلك قال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أمس الأربعاء إنه يركز على التأكد من الانتقال من المرحلة الأولى في الاتفاق إلى الثانية، والتي من المتوقع أن تشمل الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غز، بحسب وكالة “رويترز”.
قال أموس أسائيل المحلل السياسي في معهد شالوم هارتمان بالقدس المحتلة “نتنياهو يتعرض للضغط بين اليمين المتطرف ودونالد ترامب… ائتلاف نتنياهو الآن هش والاحتمال أنه سينهار في وقت ما خلال 2025 وارد جدا”.
ولم يستجب مكتب نتنياهو لطلب للتعليق بعد.
الحرب قد تستأنف
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن الحرب في غزة قد تستأنف بمجرد إطلاق سراح الـ30 محتجزًا المتبقين من أصل 100 محتجز في قطاع غزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة: “نتمسك بهدف تفكيك الجناح العسكري لحماس وحكومتها في قطاع غزة”.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أنه وأمام الضغوط الدولية، تشير التحليلات إلى أن إسرائيل قد تواجه صعوبة في استئناف الحرب بشكل فعال، خاصة إذا لم يكن هناك استعداد دولي أو خطة واقعية للسيطرة على غزة.
وذكرت الصحيفة، أنه في داخل غزة، يختلف الرأي بين أنصار حماس من جهة، والعديد من سكان القطاع الذين يخشون من أن بقاء الحركة في السلطة سيؤدي إلى استمرار حكمها القاسي وإلى اندلاع حرب جديدة في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *