عالم

إيران: «عدوان إسرائيل» خان الدبلوماسية وواشنطن أمام اختبار الثقة

انتقد وزير خارجية إيران، “عباس عراقجي”، بشدة ما وصفه بـ “العدوان الإسرائيلي الوحشي” على بلاده، معتبراً إياه “خيانة عميقة للدبلوماسية” وقاضياً على فرص استمرار الحوار مع الولايات المتحدة، مؤكدًا وجود صعوبة كبيرة في الثقة بالولايات المتحدة لمواصلة أي مفاوضات.

وفي مقالة نشرتها صحيفة “فاينانشال تايمز”، اليوم الثلاثاء، كشف “عراقجي” عن تفاصيل محادثات مكثفة بينه وبين المبعوث الأمريكي الخاص “ستيف ويتاكر”، حيث أحرز الطرفان تقدماً كبيراً في خمسة اجتماعات فقط خلال تسعة أسابيع، تجاوز ما تحقق في أربع سنوات من محادثات سابقة، وتركزت المناقشات على مستقبل تخصيب اليورانيوم الإيراني، وتقديم حلول متبادلة المنفعة، إضافة إلى بحث رفع العقوبات بشكل نهائي وإقامة شراكات اقتصادية واسعة النطاق بقيمة تريليون دولار، بما يعود بالنفع على اقتصاد البلدين.

وأشار “عراقجي” إلى أن الأمور كانت “واعدة للغاية” مع تبادل الرسائل المتكرر، لكن قبل 48 ساعة فقط من الاجتماع السادس المزمع في عُمان، “هاجم الكيان الإسرائيلي بلدي دون أي مبرر”، وشمل القصف مواقع نووية محمية، ومناطق سكنية، ومستشفيات، وبنية تحتية حيوية، وحتى سجون، بالإضافة إلى سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت أساتذة جامعيين وعائلاتهم.

واعتبر “عراقجي” أن هذا العدوان، الذي يتزامن مع زخم المحادثات، “بعث برسالة واضحة لا لبس فيها: إسرائيل تُفضل الحرب على الحل السلمي”.

ونفى “عراقجي”، مزاعم الكيان الإسرائيلي بأن غاراته تهدف لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، مؤكداً التزام إيران بمعاهدة حظر الانتشار النووي وإشراف الأمم المتحدة على برنامجها السلمي، وأشار إلى أن بلاده دافعت عن نفسها بقوة، مما أجبر إسرائيل على التوسل لـ”ترامب” لإنهاء الهجوم.

وشدد “عراقجي” على أن إيران ستتعامل بحذر مضاعف بعد هذا “الخطأ” من الجانب الآخر، مؤكداً أن التزام طهران بتجنب حرب إقليمية شاملة لا يجب أن يُفسر كضعف، وحذر من أن “إيران ستدافع بكل قوتها ضد أي هجوم محتمل في المستقبل”.

وأوضح الوزير الإيراني أن التقدم المحرز في الجولات الخمس من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة قد “دُمر فعليًا” ليس من قبل إيران، بل من قبل “حليفة” أمريكا، واستنكر القرار الأمريكي بـ “الرضوخ للضغوط وانتهاك القانون الدولي ومعاهدة حظر الانتشار النووي بقصف المنشآت النووية”.

وختم “عراقجي” بالتساؤل عن كيفية الثقة بانخراط جديد بعد تلقي إشارات عن استعداد واشنطن للعودة للمفاوضات، مذكراً بانسحاب الإدارة الأمريكية من الاتفاق النووي لعام 2015، ودعا الولايات المتحدة لإظهار استعدادها الحقيقي للتوصل إلى اتفاق عادل، والاعتراف بأن أفعالها الأخيرة قد غيرت الوضع تماماً، كما أكد أن الإيرانيين لن يستسلموا أبداً، وأن أي مفاوضات في ظل التهديد لن تكون حقيقية، وانتقد تحول وعد ترامب “أمريكا أولاً” إلى “إسرائيل أولاً”، معتبراً أن هذا العدوان يدفع أمريكا إلى حرب لا تخدم مصالحها، وجعل العلماء والإنجازات الإيرانية “أغلى من أي وقت مضى”.

اقرأ أيضا: إيران تنفي سعيها للمفاوضات مع واشنطن رغم تأكيدات ترامب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *