تدرس إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إدخال المساعدات إلى قطاع غزة عن طريق البحر من قبرص، التي تبعد حوالي 210 أميال بحرية قبالة ساحل غزة على البحر المتوسط.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي لم تسمه أن مساعدي بايدن زاروا قبرص هذا الأسبوع لفحص عملية مساعدة بحرية محتملة، لكن لم تتضح تفاصيل هذه العملية حتى الآن، بما في ذلك المكان الذي يمكن تفريغ الإمدادات فيه في قطاع غزة.
وأشار المسؤول إلى أن إدارة بايدن تدرس استخدام السفن العسكرية أو التجارية، مع أن الأمر سيكون “معقدا من حيث تأمين موقع الهبوط”، مضيفا أنها لم تتخذ قرارا بشأن المشاركة العسكرية في مثل هذه العملية، بعدُ.
يأتي ذلك بعد يومين من تقرير نشره موقع “أكسيوس” الأمريكي، نقل فيه عن 4 مسؤولين أميركيين، أن إدارة الرئيس بايدن تدرس إسقاط مساعدات جوًا على غزة مع تزايد صعوبة توصيل المساعدات برا.
عراقيل إسرائيلية
من جهتها، نشرت شبكة “سي.إن.إن” الأمريكية تحقيقا يكشف عن فرض الوكالة الإسرائيلية التي تتحكم في وصول المساعدات إلى غزة، معايير تعسفية ومتناقضة، وذلك استنادا إلى مقابلات مع أكثر من عشرين مسؤولًا حكوميا وبمجال المساعدات الإنسانية.
وأعربت وكالات الإغاثة الأممية العاملة في غزة عن إحباط شديد إزاء استمرار القيود التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على الوكالات، في أعقاب إيقاف سيارات إسعاف كانت تنقل مرضى من مستشفى الأمل لعدة ساعات، خلال نهاية الأسبوع، بينما تم تفتيش العاملين الصحيين واحتجازهم.
وقال فريق الأمم المتحدة القطري الإنساني في فلسطين، في بيان صحفي، عقب مهمة أممية مشتركة لإجلاء 24 مريضا من مستشفى الأمل في خان يونس إن “هذا الحادث ليس معزولا”، مشيرا إلى تعرض قوافل المساعدات لإطلاق النار وتم منعها “بشكل منهجي” من الوصول إلى المحتاجين
يذكر أن عددا من طائرات النقل العسكري المصرية والإماراتية أقلعت من مطار العريش، يوم الخميس، لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي ليلاً لعشرات الأطنان من المساعدات والمواد الإغاثية العاجلة للتخفيف من الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها المواطنون الفلسطينيون في شمال غزة.
وأكد العقيد أركان حرب غريب عبدالحافظ غريب، المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، أن ذلك يأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، باستمرار الجسر الجوي لنقل المساعدات الإنسانية العاجلة للأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة.
وأوضح المتحدث العسكري، أن المساعدات تضمنت كميات كبيرة من المواد الغذائية والأدوية والاحتياجات العاجلة التي تم إسقاطها جوًا بمناطق متفرقة من شمال القطاع، التي تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية نتيجة استمرار العمليات العسكرية.
التحدي المصري
وتعليقا على ذلك، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن قرار مصر والأردن والإمارات بالإنزال الجوي للمساعدات يسلط الضوء على العقبات التي تواجه جهود الإغاثة على الأرض في غزة، حيث كانت هذه المرة الأولى التي تقوم فيها مصر بإسقاط مساعدات جوية على غزة.
وأضافت أن مصر تشترك في الحدود مع غزة وتعتمد على المعابر البرية لإدخال المساعدات، لأن المساعدات التي تدخل عن طريق الشاحنات أكبر بكثير من تلك التي يتم إنزالها عن طريق الطائرات، ولكن في ظل التعنت الإسرائيلي لجأت مصر إلى الإنزال الجوي بمشاركة الدول العربية الأخرى وفرنسا من أجل رفع المعاناة عن قطاع غزة.
وقالت مصادر مطلعة لـ”القاهرة الإخبارية”، إنه سيتم استئناف الإسقاط المصري الإماراتي الأردني للمساعدات الإنسانية فوق قطاع غزة، غدًا السبت.
وأفادت المصادر المطلعة، بأنه سيتم إجراء إسقاط مساعدات إنسانية جوية عبر طائرة مصرية، على منطقة مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بحمولة 6.7 طن.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مسؤولين مصريين، لم تسمهم أن مصر حذرت من أنها ستلجأ إلى إسقاط المساعدات الإنسانية جوا، بغض النظر عن موافقة إسرائيل مع تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع.