خلاصة القول إن اليهود لا عهد لهم ولا ملة، وأن تاريخهم الأسود الملطخ بالدماء لن يصبح ناصع البياض أبدا ولو استخدموا مساحيق العالم لتطهيره.. إنهم وباء العصر الذي لا مفر منه، ولا يعرفون سوى مبدأ القوة والردع، لذا فإننا مطالبون جميعا 2 مليار مسلم حول العالم بينهم 486 مليون عربي أن نتحول إلى حائط دعم قوي وسد منيع لإسلامنا وعروبتنا وحدودنا وأشقائنا في فلسطين «مسلمين ومسيحيين» ضد الهولوكوست الإنساني الذي أحدثه اليهود في بلاد مهبط الأنبياء.
بالله عليكم كيف نأمن لليهود وعهودهم، وهم الذين تفاوضوا مع الله على بقرة، فهل يتكرمون علينا بالنزوح عن قدسنا؟
- قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء، فهل يتكرمون علينا بالسماح لمرور المساعدات للمحاصرين في غزة؟
- قالوا يد الله مغلولة، فهل يبسطون أيديهم لنا بالسلام؟
- حرفوا كلام الله، فهل لا يحرفون التاريخ ولا يزيفون الواقع والأخبار والمعلومات؟
- قتلوا الأنبياء والمرسلين، فهل يتركوننا نعيش بسلام؟
- حاولوا قتل النبي صلي الله عليه وسلم، فهل يقدمون لنا ماء الحياة؟
- غدروا بعهودهم مع النبي صلي الله عليه وسلم، فهل يوفون بالعهد معنا؟
- كذبوا على رسول الله، فهل يصدقوننا القول؟
عموما الكتاب والسنة بينا العديد من الأوصاف لليهود ولأخلاقهم، ومنها الكبر والحسد، الظلم، كتمان الحق، تحريف الكلم عن مواضعه، الخيانة، الغدر، سوء الأدب، احتقار الأخرين، السعي في الفساد، إثارة الفتن والحروب، الكذب، الجشع، قسوة القلب، محبة إشاعة الفاحشة وأكل الربا.
وغدر اليهود بالمسلمين ممتد منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا، والمتتبع والمتأمل لتاريخهم يجد أن الغدر من أبرز صفاتهم، والخيانة لكل من يخالفهم ومن مكة والمدينة إلى غزة، مازال أحفاد اليهود يحملون نفس جينات الغدر والغل والخيانة تجاه أمة الإسلام « لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ» (المائدة 82).
اليهود أمة ملعونة، مغضوب عليها فقد جمعوا من صفات السوء ما جعلهم أهلا لهذه اللعنة وهذا الغضب، فقلوبهم غلفها الكفر بعدما أحرقها الحسد والحقد والغل، وقد خاض الرسول الكريم أربع غزوات ضد اليهود، وكان سببها جميعا الغدر والخيانة وهي «غزوة بني قينقاع 2ه» و«غزوة بني النضير 4ه» و«غزوة بني قريظة 5ه» و«غزوة خيبر 7ه»، وكان من نتائجها جميعا إخراج اليهود من المدينة ثم من شبه الجزيرة العربية كلها.
غزوة بني قينقاع كانت أولى الغزوات والحروب في التاريخ الإسلامي بين المسلمين واليهود، ففي السنة الثانية من الهجرة نقض يهود المدينة المنورة العهد مع المسلمين وتأمروا عليهم فأمر الرسول بإخراجهم من المدينة خاصة بعدما انتهكوا الحرمات واعتدوا على إحدى نساء المسلمين.
كانت تلك المعركة أول مواجهة عسكرية بين المسلمين واليهود، الذين تحالفوا مع المشركين لمحاربة الرسول ولم يأتمروا بنصيحته وتذكيرهم بمصير قريش في غزوة بدر، فحاصرهم المسلمين 15 ليلة لا يخرج منهم أحدا، واستمر إخراجهم من المدينة 3 أيام، واتجهوا شمالا إلى الشام حيث أقاموا في منطقة تسمى «أذرعات».
باختصار.. الآن وبعد 1443 عاما من غزوة بني قينقاع وفي غزوة غزة اشتد عود اليهود قوة وصلابة وعتاد، ولكن مع فارق التشبيه فالغزوة الأولى كان يقودها النبي صلى الله عليه وسلم، وكبار الصحابة رضوان الله عليهم، فجميعهم رجال أحب الله فأحبهم وكانوا جميعا على قلب رجل واحد، وخلف صيحة واحدة «الله أكبر» وهدف واحد هو تحقيق النصر أو الشهادة.
أما الغزوة الثانية فالنصر فيها على الأرض لليهود رغم كثرة المسلمين حول العالم، ورغم ما يملكونه من كنوز سليمان وذهب المعز، وخيرات الدنيا التي حبا الله بها بلادهم فوق الأرض وتحت الأرض، إلا أن الحقيقة المؤلمة أننا لم نعد أمة واحدة، وأنها أصبحت أمة أقوال لا أفعال، وأن الدنيا أصبحت ملاذنا وهمنا، وأن العولمة واقتصاديات العصر ونظريات العالم قرية واحدة وغيرها جعلت البعض يغير أولوياته وتحالفاته بعيدا عن الدين والعقائد والأخلاق والأخوة.
هانت الدماء العربية والإسلامية، ففي الغزوة الأولى تعرضت امرأة للإيذاء، وفي الغزوة الثانية آلاف الشهيدات يرتقين يوميا إلى السماء على مرئ من فريق مكتوف الأيدي وأصحاب مدرسة «مصمصة الشفاه» تاركين الذئب اليهودي يرتع في قلب الأمة، مكتفين بالتهديد والوعيد أمام عدو غاصب جبان لا يعرف إلا مبدأ واحد هو قوة الردع ومن دونها يستغل أسلوبه وأسلوب أجداده في الغدر والخيانة ليفرق جمعنا ويلهينا في همومنا وينقض على أشقائنا الغزيين في أكبر تسونامي إنساني.
تبقى كلمة.. التاريخ أثبت أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، حتى المفاوضات إن لم تتم مستندة على جدران القوة فإن مصيرها الفشل والضياع، فماذا أنتم فاعلون؟!