دخلت جهود تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، التي تقودها مصر وقطر، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، سباقًا مع الزمن، بشأن اشتراطات الانتقال لمستوى وصف بأنه “الأصعب” من التفاوض، المتعلق بتبادل الأسرى من العسكريين المحتجزين في قطاع غزة، وجميع الأسرى من الجانبين، وتحقيق رؤية “الكل مقابل الكل”، خاصة مع قرب الانتهاء من تبادل المحتجزين المدنيين في القطاع.
هدنة ثانية محتملة
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن إسرائيل أبلغت مصر وقطر استعدادها إمكانية الدخول في هدنة إنسانية لمدة أسبوع مقابل الإفراج عن 40 رهينة لدى حركة “حماس” من قطاع غزة.
ونقل الموقع الإلكتروني “واللا”، عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر أجنبي، أن إسرائيل أبلغت الوساطة المصرية القطرية استعدادها الدخول في هدنة إنسانية لأسبوع، مضيفًا أن الجانبين أبلغا إسرائيل أن حماس تشترط وقف الحرب لتجديد المفاوضات.
محادثات مكثفة لإتمام الهدنة
وأفادت وكالة “رويترز”، اليوم الأربعاء، بوجود محادثات مكثفة تجري بوساطة مصرية قطرية للتوصل إلى هدنة ثانية محتملة في غزة، مشيرة إلى أن المحادثات سيتم بموجبها إطلاق بعض المحتجزين مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال.
وذكرت “رويترز”، أن ممثلين عن أطراف الوساطة يبحثون من هم المحتجزون والأسرى الذين يمكن إطلاق سراحهم في أي اتفاق حول غزة، موضحة أن إسرائيل تصر على إدراج المحتجزين من النساء والرجال الأكثر ضعفًا في قائمة من سيتم إطلاق سراحهم.
ولفتت الوكالة إلى أن المحادثات الجارية سيتم بموجبها إطلاق بعض المحتجزين مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
حزام ناري حول غزة
شنت الطائرات الإسرائيلية عشرات الغارات الجوية في مناطق متفرقة من قطاع غزة في اليوم الـ 75 من الحرب على القطاع مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى. وحولت كتل اللهب الناجمة عن الأحزمة النارية ليل غزة إلى نهار وظل دوي الانفجارات يسمع في جباليا وغزة وخان يونس.
واستشهد خلال 24 ساعة 214 فلسطينيًا واصيب 300 ليبلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع 19667 شهيدًا و52586 مصابًا.
إسماعيل هنية في القاهرة
قالت حركة “حماس” إن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وصل إلى القاهرة اليوم الأربعاء لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين “حول تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة والعديد من الملفات الأخرى”.
وفي وقت سابق، قال هنية في الدوحة إن “النظام الصهيوني وحلفائه اعتقدوا أن بإمكانهم القضاء على المقاومة بهذه الطريقة وإجبارها على رفع العلم الأبيض”. “لكن المقاومة لا تزال صامدة في ساحة المعركة وألحقت أضرارا فادحة بالكيان الصهيوني بعد 75 يومًا من الجرائم الإسرائيلية والقتل الجماعي في إطار سياسة الأرض المحروقة”.
إرجاء تصويت مجلس الأمن إلى الأربعاء
أرجأ مجلس الأمن الدولي مجددا، التصويت على مشروع قرار حول الوضع في غزة إلى يوم غد الأربعاء، بعد إرجاءات سابقة متكررة.
ودعت المسودة الأخيرة التي أعدتها الامارات العربية المتحدة إلى “تعليق” الأعمال القتالية في قطاع غزة لإفساح المجال لإدخال المساعدات الإنسانية.
وواصل مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، البحث عن سبل تمكنه من تحقيق توافق قبل تصويت مرتقب على مشروع القرار. وأرجأ التصويت الذي كان مقررا الإثنين رسميًا إلى الثلاثاء وقد تقرر تأجيله إلى المساء للسماح بمواصلة المفاوضات وتجنب مواجهة طريق مسدود جديد، بعد عشرة أيام من استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض “الفيتو”، إلا أن التصويت تم تأجيله إلى اليوم الأربعاء.