أعلنت حركة حماس وإسرائيل مساء أمس الاثنين، الاتفاق على تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة ليومين إضافيين بعد جهود حثيثة من مصر وقطر.
وكانت الهدنة الإنسانية في قطاع غزة دخلت حيز التنفيذ الساعة السابعة من صباح الجمعة 24 نوفمبر الجاري، ولمدة أربعة أيام، بعد عدوان إسرائيلي تواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي على قطاع غزة المحاصر، أسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف مواطن، بينهم 6150 طفلا، وأكثر من 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، في حصيلة غير نهائية.
إطلاق سراح المزيد من المحتجزين
ومن شأن تمديد الهدنة يومين أي حتى الساعة السابعة من صباح الخميس، أن يتيح أيضًا دخول شاحنات محمّلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر من جراء قصف إسرائيلي عنيف تواصل على مدى سبعة أسابيع ردًا على هجوم غير مسبوق شنّته حماس على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وبموجب اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية ومشاركة الولايات المتحدة، يتم الإفراج عن 20 رهينة إضافية يومي الثلاثاء والأربعاء مقابل إطلاق إسرائيل سراح 60 أسيرًا فلسطينيًا.
وعملية الإفراج عن الرهائن التي أعلن عنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد إعلان حماس وقطر عن تمديد الهدنة ليومين، ترفع العدد الإجمالي للإسرائيليين المفرج عنهم منذ الجمعة إلى 50.
جالانت يهدد بتصعيد الهجوم
وقال وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف جالانت، الثلاثاء، إنه بعد انتهاء فترة الهدنة في قطاع غزة، سيستأنف جيش الاحتلال القتال بكثافة أكبر وسيعمل في جميع أنحاء القطاع.
وقال جالانت خلال اجتماعه مع جنود لواء “جفعاتي”، بحسب ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”: “الآن أمامكم بضعة أيام (استراحة)، لكننا سنعود إلى المعركة ونتصرف بنفس القوة بل وأكثر حزماً.. سنقاتل في جميع أنحاء القطاع”.
وأشار جالانت إلى أن جيش الاحتلال يستخدم وقف إطلاق النار المؤقت للراحة وتعلم الدروس وإعادة تجميع صفوفه، مشيرًا إلى أن عناصر حركة حماس يفعلون الشيء نفسه.
وقال: “ستواجهون شيئًا أكثر استعدادًا، لذلك ستواجهون (حماس) أولاً بقنابل سلاح الجو (الإسرائيلي)، ثم بقذائف الدبابات والمدفعية وشفرات الجرافات دي-9، ثم أخيراً بنيران المشاة أيضًا”.
أضرار كارثية بالبنية التحتية
في غضون ذلك، أسفرت الحرب الضروس على قطاع غزة عن دمار واسع في القطاع المحاصر تحت القصف منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، وحتى التوصل إلى هدنة أخيرًا، شمل كل مناحي الحياة هناك، فيما من الصعوبة بمكان وضع تقديرات دقيقة لمدى وحجم الخسائر مع تمددها وتوسعها على نحو كبير خلال الأسابيع الماضية.
كذلك من الصعوبة تقدير كلفة إعادة الإعمار، لا سيما مع ارتباط تلك العمليات بكثيرٍ من المحددات السياسية والاقتصادية المختلفة، ومع هذا الدمار الهائل الذي شهده القطاع، وتدمير البنية التحتية بمختلف أشكالها أكثر من أي مواجهات مضت.
ووفي مسح بالخرائط، ذكر تقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أن نصف مباني شمال غزة دمرتها الحرب، بعد أن ألحق جيش الاحتلال الدمار بجزء كبير من القطاع، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بأكثر من نصف المباني ومساحات كبيرة من الأحياء بأكملها، وفقاً لتحليل بيانات الأقمار الصناعية.