30 يومًا من أشد وأقسى الأيام على غزة، شهر بأكمله عاشه الفلسطينيون في حالة من الرعب منذ 7 أكتوبر الماضي حتى اليوم 7 نوفمبر، ففي كل لحظة ينتظر سكان غزة استشهادهم وسط صوت تكبيراتهم وترديدهم للشهادة، مستنجدين بالله ليحميهم من المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي يوميًا في حقهم، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة الآلاف منهم، ومازال الضحايا يتساقطون مع استمرار الاحتلال الصهيوني في تصعيد جرائمه.
ارتفاع عدد القتلى والجرحى
وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن عدد القتلى وصل حتى مساء أمس الاثنين إلى 10022 منذ بداية العدوان الإسرائيلي، من بينهم 4104 أطفال، في حين وصل عدد المصابين إلى 24808 جريح و2660 مفقود بينهم 1270 طفلًا، لافتًا إلى أن الاحتلال ارتكب 19 مجزرة خلال الساعات الأخيرة راح ضحيتها 292 فلسطينيًا.
وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية تعرض نحو 35 ألف وحدة سكنية للتدمير الكامل، و165 ألف وحدة تعرضت لتدمير جزئى، وهناك 15 مرفقا صحيًا و51 عيادة صحة أولية تعرضت للتدمير، وهناك 221 مدرسة مدمرة منها 38 مدرسة مدمرة كليًا، وتعرضت 42 منشأة تابعة للأونروا للتدمير، كما تضررت 7 كنائس و52 مسجدًا نتيجة القصف.
وأضافت أن هناك 130 اعتداء على القطاع الصحى، حيث استشهد 192 من الكوادر الصحية و36 من الدفاع المدنى، بينما تضررت 50 سيارة إسعاف بينها 32 تعطلت عن العمل بشكل كامل، وتم إغلاق 16 من أصل 35 مستشفى فى قطاع غزة و51 من أصل 72 مركز رعاية صحية أولية.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان له، أن نحو 2% من إجمالي سكان قطاع غزة باتوا ضحايا مباشرين جراء هذا العدوان إما شهداء أو جرحى، موضحة أن مستشفيات قطاع غزة تستقبل بالمتوسط جريح في كل دقيقة منذ بداية العدوان و15 شهيدًا في كل ساعة، وأن متوسط الشهداء من الأطفال بلغ 6 في كل ساعة، ومن الإناث 5 بالساعة الواحدة.
70% من سكان غزة باتوا نازحين قسرًا
وتابع أن 70% من سكان قطاع غزة باتوا نازحين قسرًا عن منازلهم بسبب القصف والغارات، لافتًا إلى أن قطاع غزة تم قصفه بـ30 ألف طن من المتفجرات، بمتوسط 82 طنًا لكل كيلومتر مربع.
وواصلت أن نصف مستشفيات قطاع غزة، و62% من مراكز الرعاية الأولية توقفت وخرجت عن الخدمة فعليًا، و50% من الوحدات السكنية في قطاع غزة تضررت جراء القصف والغارات، وأن 10% من الوحدات السكنية بقطاع غزة هدمت كليًا أو باتت غير صالحة للسكن، و33% من مدارس قطاع غزة تضررت جراء القصف ونحو 9% منها خرجت عن الخدمة، بالإضافة الي تضرر 14% من مساجد قطاع غزة، و5% منها هدمت بشكل كامل.
وأوضح الدكتور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية، خلال تصريحات تليفزيونية، أن الوضع في غزة كارثة صحية، وأن 75% من ضحايا القصف من النساء، فضلا عن الكثير من المفقودين تحت ركام البيوت المقصوفة، مشيرًا إلى أن أغلب المستشفيات توقفت عن العمل لعدم وجود وقود ولا أطباء متخصصين والعمليات تجرى بدون تخدير ولا مواد أساسية للعمليات.
وتابع: “مفيش دم ولا أدوية لأصحاب الأمراض المزمنة من مصابي السكر والقلب والكلى، وأيضا أكثر من 50 ألف من النساء الحوامل فقدوا أطفالهن قبل استكمال التسع اشهر ويسقط الحمل ما بين شهور الخامس والسادس والسابع من الخوف والرعب”.