أظهرت نتائج التصويت على القرار الذي قدمه الأردن نيابة عن المجموعة العربية بالأمم المتحدة، الجمعة، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مفاجأة صادمة.
فقد اتضح امتناع تونس والعراق عن التصويت، ما أصار غضبا واسعا بين مستخدمي مواقع التواصل الذين اتهموا الدولتين بالخيانة، في ظل تعرض القطاع لقصف عنيف وغير مسبوق منذ بداية الحرب التي دخلت أسبوعها الثالث.
وتوغلت دبابات وقوات إسرائيلية خاصة، الليلة الماضية، من أكثر من محور في قطاع غزة وسجلت اشتباكات بينها وبين مقاتلين فلسطينيين بعد قصف إسرائيلي مكثف وعنيف رافق قطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن القطاع.
ووفقا لموقع الأمم المتحدة، تم اعتمد القرار بأغلبية 120 عضوا، فيما عارضه 14 عضوا فيما امتنع 45 عن التصويت (من بينهم العراق وتونس).
ودعا القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة إلى “هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية”، وطالب “جميع الأطراف بالامتثال الفوري والكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتمكين وتسهيل الوصول الإنساني للإمدادات والخدمات الأساسية إلى جميع المدنيين المحتاجين في قطاع غزة”.
لكنّ وزارتي الخارجية في العراق وتونس، قالتا إن سبب الامتناع الرئيس هو أن نص القرار يساوي بين المعتدي والمعتدى عليه، فقالت الخارجية العراقية في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إن “العراق أكد موقفه المبدئي عبر رعايته وانضمامه إلى قرار وقف الحرب ضد غزة الذي أُقر خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسجل العراق تحفظه على بعض الكلمات الواردة في القرار، التي تتعارض والتشريعات الوطنية، منها خيار حل الدولتين والمساواة بين المدنيين من الفلسطينيين وأعدائهم”.
فيما قالت وزارة الخارجية التونسية، في بيانها إن تونس “صوتت بالامتناع على مشروع القرار (…) انطلاقا من قناعتها بأن الوضع الخطير وغير المسبوق في قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، يستوجب سقفا أعلى لم يبلغه نص القرار”.
وأضافت: “رغم تضمين هذا القرار لطلب تسهيل دخول المساعدات الإنسانية ومنع التهجير القسري للفلسطينيين، غير أنه أغفل عددا من المسائل الهامة على غرار: غياب الإدانة الصريحة والقوية لجرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال عدم المطالبة بمحاسبة المحتل على جرائمه وعدم المطالبة بشكل واضح بالوقف الفوري للعدوان، علاوة على مساواته بين الجلاد والضحية”.
جدير بالذكر أنه رغم الضغط العسكري الإسرائيلي غير المسبوق من خلال القصف والتوغل، استمر إطلاق الصواريخ من جهة المقاومة، بما في ذلك إلى تل أبيب ووسط إسرائيل، حيث أصيب عدد من الإسرائيليين وسجلت أضرار مادية وسط إسرائيل.
فيما ذكرت وسائل إعلام أجنبية نقلا عن مراسليها داخل القطاع أن القوات الإسرائيلية واجهت مقاومة شرسة منعتها من استمرار التوغل في قطاع غزة، بل أجبرتها أحيانا على التراجع.