ما يزال قطاع عزّة مسرحًا للعملية العسكرية “السيوف الحديدية” التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ردًا على عملية “طوفان الأقصى” الدامية التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية مطلع الأسبوع الجاري، ففيما قصف جيش الاحتلال أكثر من 450 هدفًا في القطاع خلال 24 ساعة، كشفت في الوقت ذاته عن مقتل 1000 مسلح فلسطيني تسللوا من غزّة منذ مطلع الأسبوع.
وفا: شهيد وجرحي في سلسلة غارات إسرائيلية جديدة شرق غزة
وتوعدت إسرائيل بتصعيد ردها بشن هجوم بري على قطاع غزة، في حين تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم دولة الاحتلال وأصدر تحذيرا لأي طرف قد يسعى للاستفادة من الوضع.
950 شهيدًا فلسطينيًا
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان اليوم الأربعاء، أن 950 شخصًا على الأقل استشهدوا وأصيب 5000 في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.
واجتاح مسلحون من الفصائل الفلسطينية يوم السبت الماضي أجزاء من جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، في أعنف هجوم فلسطيني في تاريخ إسرائيل حمل اسم عملية “طوفان الأقصى”.
قطاع غزة “ساحة حرب”
وواصل سلاح الجو الإسرائيلي، هجماته المضادة في قطاع غزة، إذ قال جيش الاحتلال، صباح اليوم، إن عشرات المقاتلات هاجمت أكثر من 200 هدف في حي الفرقان شمالي قطاع غزة.
وأضاف جيش الاحتلال، في بيان، أن “هذه هي المرة الثالثة خلال 24 ساعة التي يتم فيها شن هجمات واسعة النطاق في قطاع غزة. وفي المجمل، هاجمنا أكثر من 450 هدفًا”.
وذكر جيش الاحتلال، أنّ الفصائل الفلسطينية تستخدم حي الفرقان، شمالي قطاع غزة كمركز، مضيفًا أن المنطقة كانت قاعدة للعديد من الهجمات التي تم شنها ضد إسرائيل.
1200 قتيل إسرائيلي
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، إن عدد القتلى في إسرائيل، جراء الهجمات واسعة النطاق، ارتفع الآن إلى 1200 على الأقل، فضلاً عن أكثر من 2700 مصاب.
وأضاف كونريكوس، أن الغالبية الساحقة من القتلى مدنيون، ووصف العدد بأنه مذهل ولا يمكن تصوره، مضيفاً: “للأسف، هناك شيء يقول لي إن هذه الأرقام ليست الأرقام النهائية”.
1000 مسلح فلسطيني
على صعيد متصل، قال جيش الاحتلال، اليوم، إن قواته قتلت ما لا يقل عن ألف مسلح فلسطيني تسللوا من غزة منذ مطلع الأسبوع، كما جرى إرسال تعزيزات لكافة التجمعات السكانية في إسرائيل في ظل اتساع الأعمال القتالية لجبهات أخرى.
وأوضح كبير الناطقين باسم جيش الاحتلال، الأميرال دانيال هاجاري، أنّ من بين أهداف فصائل المقاومة الفلسطينية التي تم تدميرها في الهجوم المضاد على غزة نظاما متطوراً لتعقب الطائرات.
في الأثناء، هددت فصائل المقاومة الفلسطينية التي تحتجز جنودا ومدنيين إسرائيليين يوم الاثنين بإعدام أسير مقابل كل منزل في غزة يتعرض للقصف دون سابق إنذار.
في غضون ذلك، اقترب الائتلاف اليميني المتطرف الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعماء المعارضة من تشكيل حكومة وحدة طارئة.
وسارعت دول من بينها فيجي وكوريا الجنوبية والدنمارك والتشيك وكندا لإجلاء مواطنيها، وتقطعت السبل بالعديد منهم بعد أن ألغت شركات الطيران الكبرى رحلاتها إلى تل أبيب.
لا يوجد مكان آمن
أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الأربعاء، بأن غارات جوية إسرائيلية قصفت منازل في مدينة غزة ومدينة خان يونس الجنوبية وفي مخيم البريج للاجئين وسط غزة.
وذكرت التقارير أن أحد المنازل التي تعرضت للقصف يعود لوالد محمد الضيف، زعيم الجناح العسكري لحركة حماس في غزة. وأفادت التقارير باستشهاد شقيق الضيف وأفراد آخرين من عائلته.
ونشد سكان المساعدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالوا إن العديد من المباني انهارت، مما أدى في بعض الأحيان إلى محاصرة ما يصل إلى 50 شخصا داخلها، ولم يتمكن عمال الإنقاذ من الوصول إليهم.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 180 ألفا من سكان غزة أصبحوا بلا مأوى، وتجمع الكثير منهم في الشوارع أو في المدارس.
إبادة جماعية
وذكرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، إن الضربات الإسرائيلية دمرت منذ يوم السبت أكثر من 22600 وحدة سكنية وعشر منشآت صحية وألحقت أضرارا بما يصل إلى 48 مدرسة.
وكتب المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، في رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس، “مثل هذا الإذلال الصارخ ومحاولات إخضاع شعب بالقنابل واستخدام التجويع كوسيلة للحرب والقضاء على وجوده الوطني لا يمكن وصفه سوى بالإبادة الجماعية”.
قطع الكهرباء عن غزة
وقال رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية ظافر ملحم، اليوم الأربعاء، لإذاعة صوت فلسطين، إن ما تبقى من وقود في شركة كهرباء غزة يكفي لما بين 10 و12 ساعة فقط على الأكثر.
وشركة كهرباء غزة هي المحطة الوحيدة التي توفر الكهرباء في القطاع المحاصر، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف.
وقطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء عن القطاع، الإثنين، في إطار ما وصفته بأنه حصار مطبق، ردا على هجوم مباغت وواسع شنته الفصائل الفلسطينية.