يواجه سكان الخرطوم ومناطق الاشتباكات المحتدمة في السودان، أزمات إنسانية وصحية محتملة، مع تجدد الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع خلال الساعات القليلة الماضية، في الوقت الذي حذّرت منظمة إغاثية فيه من أن النزاع المتواصل يهدّد بتفشي الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال في مخيمات النازحين.
تجدد الاشتباكات
وأكد شهود عيان في ضاحية أم درمان بشمال غرب الخرطوم، حسب وكالة أنباء “فرانس برس”، عن تجدد اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في مناطق حي العرب والسوق الشعبي والعرضة، كما حلّقت طائرات مقاتلة في سماء العاصمة وضواحيها.
ويأتي ذلك بعد ساعات من شنّ قوات الدعم السريع هجومًا على قيادة سلاح المدرعات في العاصمة، بينما تعرضت مناطق في شمال الخرطوم لقصف مدفعي، حسب شهود العيان.
وتتركز المعارك في العاصمة ومناطق قريبة منها، إضافة الى إقليم دارفور بغرب البلاد، حيث حذّرت الأمم المتحدة من أن ما يشهده قد يرقى “جرائم ضد الانسانية” ويتخذ أبعادا عرقية.
عنف ضد النساء
وأفادت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل الحكومية، بتسجيل حالات جديدة من العنف الجنسي ضد النساء في الخرطوم ودارفور، خاصةً في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور.
وقالت في بيان عبر صفحتها على فيسبوك: “بلغ إجمالي حالات الاعتداء الجنسي في الخرطوم 42 حالة، بينما سجلت في الجنينة 21 حالة عنف جنسي مرتبط بالنزاع”، مشيرة إلى أن معظم البلاغات والشهادات قُيدت ضد عناصر ينتسبون الى قوات الدعم السريع.
تحذيرات طبية
من جانبها، حذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن ولاية النيل الأبيض، والتي تبعد مسافة 350 كم جنوب الخرطوم، باتت تستقبل “أعدادا متزايدة” من النازحين.
وأوضحت أن 9 مخيمات تستضيف مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، محذّرة من أن “الوضع جرح” في ظل الاشتباه بحالات الحصبة وسوء التغذية لدى الأطفال.
وأضافت: “عالجنا ما بين 6 و27 يونيو المنصرم، 223 طفلًا اشتُبه بإصابتهم بالحصبة، وتم إدخال 72 طفلًا وتوفي 13 في عيادتين ندعمهما”.
وتكرر المنظمات الإنسانية التشديد على أهمية تخصيص ممرات آمنة لعبور المساعدات خصوصا مع بدء موسم الأمطار، الذي يمتد بين يونيو وسبتمبر، ويتسبب بفيضانات تودي بضحايا وتعيق الحركة على الطرق.
