واصلت البورصة المصرية أداءها الإيجابي خلال جلسة الإثنين 15 ديسمبر 2025، مدعومة بصعود الأسهم القيادية، ليرتفع رأس المال السوقي من 2.969 تريليون جنيه في جلسة 14 ديسمبر إلى 2.981 تريليون جنيه، محققًا زيادة تقارب 12 مليار جنيه في يوم واحد.
وسجل المؤشر الرئيسي EGX30 ارتفاعًا بنسبة 0.57% ليغلق عند مستوى 42305.36 نقطة، بعد أن لامس أعلى مستوى له خلال الجلسة عند 42624.11 نقطة، فيما بلغت مكاسبه منذ بداية العام نحو 42.25%.
وفي المقابل، أنهى مؤشر EGX70 متساوي الأوزان التعاملات على تراجع طفيف بنسبة 0.03% ليغلق عند 13007.25 نقطة، رغم تحقيقه مكاسب قوية منذ بداية العام بلغت 59.74%، بينما واصل السوق بشكل عام التحرك في نطاق عرضي يتسم بالهدوء النسبي.
وفي تعليقها على أداء السوق، قالت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إن الجلسة شهدت حركات إيجابية لمعظم المؤشرات، وعلى رأسها المؤشر الرئيسي، مدعومة بارتفاع سهم قيادي في قطاع البنوك، على خلفية توزيعات وزيادة رأس المال، وهو ما دفع المؤشر للصعود بأكثر من 1% خلال الجلسة قبل أن يقلص جزءًا من مكاسبه بنهاية التعاملات.
وأضافت في تصريح خاص لـ البورصجية ، أن السوق يتحرك حاليًا في إطار أداء عرضي هادئ، مع وجود مشتريات من المؤسسات المحلية مقابل مبيعات من المستثمرين الأجانب، مرجعة ذلك إلى تراجع شهية المخاطرة لدى الصناديق الأجنبية مع اقتراب عطلات أعياد الميلاد ورأس السنة، ما ينعكس على تراجع قيم التداول مقارنة بمستوياتها السابقة.
وأشارت رمسيس إلى أن السوق يترقب خلال الأسبوع المقبل اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، وسط توقعات بتثبيت أسعار الفائدة رغم ارتفاع معدلات التضخم، لافتة إلى أهمية إعادة توظيف السيولة المتوقعة مع قرب انتهاء شهادات الادخار مرتفعة العائد، والتي قد يتجه جزء منها إلى الذهب أو سوق الأسهم حال استمرار الزخم الإيجابي.
وتوقعت رمسيس استمرار الأداء المتوازن خلال باقي جلسات الأسبوع، مع استهداف المؤشر الرئيسي مستوى 43 ألف نقطة، بينما يمثل مستوى 41,900 نقطة منطقة دعم رئيسية.
أما مؤشر EGX70، فتظل منطقة 13,000 – 13,100 نقطة مقاومة مهمة، في حين يشكل مستوى 12,900 نقطة دعمًا رئيسيًا لتحركاته المقبلة، مع ترقب توجهات السيولة بين الأسهم القيادية وأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
قطاع النقل والشحن تحت الضغط
وفي سياق متصل، أوضحت رمسيس أن قطاع خدمات النقل والشحن والتفريغ سجل تراجعًا خلال الجلسة بنسبة 0.85%، خاسرًا نحو 32 نقطة ليصل إلى مستوى 3782 نقطة، في ظل حالة من الحذر تسود تعاملات المستثمرين على القطاع.
وأرجعت ذلك إلى عرض الاستحواذ المقدم على نسبة مكملة تصل إلى 90% من أسهم شركة الإسكندرية لتداول الحاويات، مشيرة إلى أن السعر المعلن في العرض جاء أقل من السعر السوقي، في وقت يتحرك فيه السهم داخل نطاق يتراوح بين 25.50 و26.30 جنيه.
وأضافت أن تخوف بعض المتعاملين يعود إلى احتمالات استحواذ الشركة الإماراتية على حصة تقارب 19%، بما قد يمنحها قدرة أكبر على التأثير في حركة السهم، وهو ما دفع شريحة من المستثمرين إلى الابتعاد مؤقتًا عن التداول عليه.
وأكدت أن قطاع الشحن والتفريغ، رغم ما يُثار حوله من اندماجات واستحواذات محتملة، لا يزال يفتقر حاليًا إلى الزخم الكافي، مقارنة بقطاعات تشهد نشاطًا أوضح، أبرزها البنوك، والعقارات، والخدمات المالية غير المصرفية، إلى جانب قطاع الأغذية والمشروبات.
واختتمت رمسيس بأن خبر الاستحواذ يظل محايد التأثير لحين حسمه بشكل نهائي، مرجحة أن تقوم الجهة المستحوذة برفع السعر المقدم ليتوافق مع السعر السوقي، وهو ما قد يعيد النشاط السعري للقطاع ويدفعه للعودة ضمن القطاعات الأكثر تداولًا خلال الفترة المقبلة.
