فن وثقافة

أسطورة الاستعراض تعود للواجهة.. شريهان في عيد ميلادها تسرق القلوب من جديد

يعود اسم شريهان كل عام إلى الواجهة مع احتفال جمهورها بعيد ميلادها، وكأن حضورها الذي ابتعد سنوات طويلة عن الشاشات لم يفقد بريقه أبدًا، فما زالت الفنانة الكبيرة تتمتع بمكانة خاصة في قلوب المصريين والعرب، تلك المكانة التي لم تصنعها الشهرة وحدها، بل رسّخها تاريخ من الإبداع والكاريزما والتميز الذي جعلها حالة فنية فريدة لا تتكرر بسهولة.

ومع كل ظهور لها، مهما كان عابرًا، يتجدد الانبهار بقدرتها على خطف الأضواء، وكأن الزمن لا يمر عليها.

البدايات المبكرة.. موهبة خرجت من باريس إلى مصر

بدأت حكاية شريهان في سن صغيرة جدًا، إذ خطت أولى خطواتها الفنية وهي في الرابعة من عمرها بعد أن درست الرقص التعبيري في باريس، قبل أن تعود إلى مصر لتشجيع من والدتها التي قدمت لها مسلسل “المعجزة” خصيصًا لاحتضان موهبتها المبكرة. لم تتوقف مشاركاتها مبكرًا، فسرعان ما ظهرت في أفلام سينمائية خلال مرحلة الطفولة، لتبدأ ملامح نجمة صغيرة في التشكل على شاشات السينما المصرية.

ومع تقدمها في العمر، انتقلت شريهان من أدوار صغيرة إلى بطولات تركت بصمتها في تاريخ السينما، حيث قدمت أعمالًا صارت لاحقًا محطات مهمة في مسيرتها، مثل: “خلي بالك من عقلك” و”العذراء والشعر الأبيض” و”الطوق والأسورة” و”كريستال” و”عرق البلح”، وهي أعمال أظهرت قدرتها على التنوع بين الدراما والكوميديا والاستعراض.

المسرح.. حضور محدود لكنه لا يُنسى

ورغم أن مشاركاتها على خشبة المسرح لم تكن كثيرة، فإن تأثيرها كان واسعًا وواضحًا. فقدمت مجموعة من العروض التي أصبحت من كلاسيكيات المسرح المصري، من بينها: “إنت حر”، و”سك على بناتك”، و”علشان خاطر عيونك”، و”شارع محمد علي”.

وتميزت هذه الأعمال بخفة ظلها وحضورها الطاغي، وقدرتها على إلهام الجمهور بمزيج من الكوميديا والأداء الحركي والاستعراضي، وهو ما جعل ظهورها المسرحي القليل أكثر قيمة واستثنائية.

الفوازير.. تاج المجد في مسيرتها

ويبقى أهم ما رسّخ اسم شريهان في ذاكرة الجمهور هو الفوازير الرمضانية التي ارتبطت بها لسنوات طويلة، فقد استطاعت تحويل هذا اللون الفني إلى حالة احتفالية ينتظرها المشاهدون كل عام، من خلال استعراضات مبهرة وأزياء مبهرة وأداء يجمع بين المسرح والرقص والتمثيل.

وقدمت شريهان خلال تلك الفترة “ألف ليلة وليلة” و”حاجات ومحتاجات” و”فوازير حول العالم”، التي باتت جزءًا من ذاكرة البيوت العربية وارتبطت بطفولة أجيال كاملة. ومع كل فزورة كانت شريهان تثبت أنها ليست مجرد فنانة استعراضية، بل صانعة بهجة لا يشبهها أحد.

شريهان في الذاكرة.. صور تحكي رحلة عمر

ولا يمر عيد ميلاد شريهان دون عودة جمهورها إلى أرشيف صورها الذي يوثق مراحل مختلفة من حياتها، ابتداءً من طفولتها البريئة، مرورًا بصورها مع شقيقها الموسيقار الراحل عمر خورشيد، وصولًا إلى كواليس مسرحياتها وأعمالها الاستعراضية التي اشتهرت بها.

كما يتداول جمهورها صورًا تجمعها بكبار نجوم الفن مثل عادل إمام وفريد شوقي، بالإضافة إلى لقطات من سنوات شبابها التي جمعت بين الجمال والأناقة والحضور المميز.

أيقونة لا تتكرر

تظل شريهان واحدة من أبرز رموز الفن العربي، ليس فقط لأنها أمتعت الجمهور بفنها، بل لأنها صنعت أسطورة خاصة بها جمعت فيها القوة والموهبة والجمال والذكاء الفني. ومع كل احتفال بعيد ميلادها، تتجدد مشاعر الحب والتقدير التي يكنّها لها الجميع، في تأكيد جديد على أنها ستظل رمزًا فنيًا محفورًا في الذاكرة، واسمًا لا يوشك أن يغيب مهما طال غيابها عن الأضواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *