
أطلقت وزارة النقل خطوة جديدة لتعزيز قدرات الأسطول التجاري المصري، باحتفالها بمراسم تقطيع صلب البدن إيذانًا ببدء بناء سفينتين عملاقتين من طراز كامسارماكس بحمولة 82 ألف طن ساكن لكل منهما، داخل ترسانة جيانجسو هانتونج للصناعات الثقيلة في الصين، إحدى أكبر الترسانات العالمية. وجاء الاحتفال بحضور محمد سليمان متولي، عضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة الملاحة الوطنية، نيابةً عن الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، إلى جانب قيادات ترسانة هانتونج.
وعبّر متولي خلال كلمته عن أن المشروع يمثل توسعًا مهمًا في الشراكة الممتدة بين الشركة الوطنية والترسانة الصينية، بعد نجاح السفينة «وادي العريش» التي تسلمتها الشركة مطلع 2024 من الطراز نفسه. وأوضح أن السفينتين الجديدتين، اللتين تم التعاقد عليهما في أبريل الماضي والمقرر استلامهما عام 2026، تعتمدان مواصفات تقنية متقدمة تشمل محركًا رئيسيًا من طراز MAN B&W بقوة 7,490 كيلووات مزودًا بأنظمة حديثة للتحكم في الانبعاثات، بما يضمن امتثالًا كاملًا لأحدث المعايير البيئية وكفاءة تشغيلية مرتفعة.
وأشار متولي إلى أن انضمام السفينتين، إضافة إلى سفينتي كامسارماكس أخريين تم التعاقد عليهما خلال 2025 للتسليم في 2028، يعكس وتيرة متسارعة لتحديث أسطول شركة الملاحة الوطنية؛ إذ نجحت الشركة في تجديد وتحديث نحو 54% من أسطولها خلال السنوات الثلاث الأخيرة اعتمادًا بالكامل على السيولة الذاتية. وهو ما يتسق مع خطة وزارة النقل لاستعادة قوة الأسطول التجاري المصري تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعزيز تنافسية الأسطول عالميًا.
وبحسب المخطط، يتجه الأسطول التجاري المصري للوصول إلى 40 سفينة بحلول عام 2030 بطاقة نقل سنوية تبلغ 30 مليون طن من البضائع المتنوعة، مقارنة بـ20 سفينة فقط حاليًا بقدرة 9 ملايين طن، بما يضمن خدمة البضائع الإستراتيجية مثل الغلال والبترول، ودعم خطوط التجارة بين مصر ومختلف دول العالم.
وتعد شركة الملاحة الوطنية إحدى أبرز شركات النقل البحري في الشرق الأوسط، وتتبع الشركة القابضة للنقل البحري والبري بوزارة النقل. ومنذ تأسيسها عام 1981، ركزت الشركة على نقل بضائع الصب الجاف، وواصلت تطوير أسطول حديث يعتمد على إدارة متقدمة وبيئة تشغيل مستدامة بما يدعم التجارة الخارجية المصرية ويواكب أهداف رؤية مصر 2030.





