أخر الأخبار الجانبيةمصر

خبيرة أسرية للبورصجية: ضبط سلوك الطلاب مسؤولية مشتركة

في ظل تصاعد النقاش المجتمعي حول سلوكيات الطلاب داخل المدارس، وتزايد الشكاوى المتعلقة بحالات العنف والانفلات السلوكي، تتجه الأنظار نحو دور الأسرة والمدرسة والإعلام في ضبط المشهد التربوي وحماية الأجيال الجديدة. وفي حوار خاص لـ”البورصجية”، قدّمت الخبيرة التربوية داليا الحزاوي قراءة معمقة لجذور الأزمة وسبل مواجهتها، مؤكدة أن الحل يتطلب تضافرًا حقيقيًا بين مختلف أطراف المنظومة.

العنف المدرسي… بين زيادة الحضور واتساع الرصد
أوضحت الحزاوي، خلال مشاركتها أمس في برنامج «الخلاصة» على قناة المحور مع الإعلامية هبة جلال، أن ما يُثار من حالات العنف داخل المدارس لا يصل إلى حد الظاهرة، بل هي حوادث فردية ازدادت ملاحظتها مؤخرًا مع ارتفاع نسب حضور الطلاب عقب ربطه بدرجات أعمال السنة والتقييمات، ورغم ذلك حذّرت من تجاهل هذه المؤشرات، داعية إلى دق ناقوس الخطر واتخاذ إجراءات سريعة قبل تفاقم الوضع.

شراكة ثلاثية لضبط السلوك الطلابي
أولاً: الأسرة… استعادة الدور الغائب
شددت الحزاوي على ضرورة عودة الأسرة لدورها التربوي والرقابي، مشيرة إلى أن انشغال العديد من أولياء الأمور بتلبية المتطلبات المادية جاء على حساب المتابعة السلوكية والنفسية للأبناء.
ثانيًا: المدرسة… أنشطة وإشراف وانضباط
أكدت أهمية تفعيل الأنشطة المدرسية لتفريغ طاقات الطلاب بصورة إيجابية، وتعزيز الإشراف داخل الفصول والممرات، إضافة إلى تمكين المعلمين من مهارات إدارة الصف.

كما طالبت بتعميم كاميرات المراقبة داخل المدارس لمتابعة السلوكيات والتدخل السريع، مع تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي في معالجة المشكلات السلوكية بالتعاون مع أولياء الأمور، وشددت كذلك على ضرورة تطبيق لائحة الانضباط المدرسي بحزم لاستعادة هيبة المدرسة.

ثالثًا: الإعلام… مسؤولية عن الصورة الذهنية
دعت الحزاوي وسائل الإعلام إلى الحد من مشاهد العنف والبلطجة في الدراما التي تؤثر على المراهقين، مع دعم إنتاج محتوى توعوي يلائم لغة الجيل الحالي ويعزز القيم الأخلاقية.

إشادة بالتحرك الوزاري
*وفي ختام حديثها، وجّهت الحزاوي الشكر لوزارة التربية والتعليم على تدخلها الأخير للسيطرة على الفوضى داخل المدارس، مؤكدة أن الكتاب الدوري الجديد تضمن إجراءات صارمة طال انتظارها.
وأعربت عن أملها في أن يتم تطبيق هذه الإجراءات داخل المدارس الحكومية أيضًا، لكونها تضم النسبة الأكبر من الطلاب.
أبرز إجراءات الكتاب الدوري لضبط الانضباط داخل المدارس

• كاميرات المراقبة وتحديث أنظمة المتابعة
ألزمت الوزارة المدارس بتحديث كاميرات المراقبة وتغطية جميع الفصول والممرات والساحات، مع تكليف أكثر من موظف بمتابعة البث المباشر والإبلاغ عن أي مخالفة فورًا.
• فحوصات المخدرات للعاملين
شددت الوزارة على إجراء تحاليل الكشف عن المخدرات لجميع العاملين، بما في ذلك المعلمون والإداريون والسائقون والعمال، إضافة إلى الموظفين الجدد.
• برامج توعية بالسلامة الجسدية
تم إدراج برامج للتوعية بالسلامة الجسدية ضمن خطط التدريب، بمشاركة الطلاب والمعلمين والأخصائيين وأولياء الأمور، بهدف تعزيز الوعي بالمخاطر السلوكية والجسدية.
• حملات وأنشطة داخل المدارس
شملت التعليمات تنظيم حملات توعوية يتعاون فيها مجالس الأمناء والآباء والمعلمون، لترسيخ السلوك المنضبط وتعريف الطلاب بالمخاطر المحتملة.
• ضبط الحركة داخل المدرسة ومنع الاختلاط غير المبرر
منعت الوزارة وجود أفراد الصيانة أو الأمن داخل المدرسة أثناء اليوم الدراسي، مع تحديد أوقات خاصة لإنجاز أعمالهم، تجنبًا للاختلاط بالطلاب.
• تعزيز نظافة المرافق وإجراءات التحقق من العاملين
ألزمت المدارس بتوفير عمالة كافية في دورات المياه قبل حضور الطلاب وبعد انصرافهم. كما منحت المدارس أسبوعين فقط لتقديم صحيفة الحالة الجنائية للعاملين واعتماد ملفات الموظفين الأجانب وتصاريح عملهم.
• إشراف صارم وتنظيم لحركة الطلاب
فرضت الوزارة نسبة إشراف لا تقل عن مشرف لكل ستة طلاب، ومنعت استقبال الطلاب قبل موعد الطابور بأكثر من ربع ساعة. كما ألزمت المدير بالبقاء حتى خروج آخر طالب، وحظرت وجود أطفال رياض الأطفال والابتدائي دون إشراف مباشر.
• تفعيل سجلات الأمن وتشديد دخول الزائرين
شددت التعليمات على تفعيل سجلات الأمن، وضبط دخول الزائرين، وتوفير إشراف مستمر في الطرقات لضمان بيئة آمنة ومنضبطة.

متابعة مستمرة وعقوبات رادعة
أكدت وزارة التربية والتعليم استمرار متابعتها لتنفيذ هذه الآليات من خلال لجان تفتيش دورية، مع تطبيق العقوبات المنصوص عليها في القرارات الوزارية (420 و422 لسنة 2014) على المدارس المخالفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *