
أكد الخبير الاقتصادي خالد نجاتي أن مشاركة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ممثلًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قمة مجموعة العشرين (G20) المنعقدة في جنوب أفريقيا، تمثل محطة مفصلية تعزز إعادة تموضع مصر اقتصاديًا على الساحة العالمية، وتفتح الباب أمام بناء شراكات جديدة مع كبرى اقتصادات العالم.
وأوضح نجاتي أن انضمام الاتحاد الأفريقي رسميًا لعضوية مجموعة العشرين أتاح لمصر مساحة أوسع للتأثير داخل هذا التجمع الدولي الذي يستحوذ على النسبة الأكبر من حركة التجارة العالمية والناتج الاقتصادي العالمي. وأضاف أن وجود مصر في هذا المحفل الضخم لا يعد حضورًا رمزيًا، بل فرصة استراتيجية لتوسيع شبكات التعاون مع دول المجموعة، وتعزيز جاذبية السوق المصرية أمام المستثمرين العالميين.
وأشار نجاتي في تصريحات خاصة للبورصجية، إلى أن اللقاءات المكثفة التي عقدها رئيس الوزراء مع ممثلي كبريات الشركات الدولية ومؤسسات التمويل ورجال الأعمال، تمثل خطوة مهمة لجذب استثمارات أجنبية مباشرة في القطاعات التي توليها مصر اهتمامًا بالغًا خلال السنوات المقبلة، وعلى رأسها الاقتصاد الأخضر، تكنولوجيا المعلومات، الطاقة، والصناعات التحويلية. وأكد أن هذه اللقاءات تضع مصر في موقع متقدم أمام الشركات العالمية التي تبحث عن أسواق واعدة ونقاط ارتكاز استراتيجية داخل القارة الأفريقية.
وأضاف أن مصر تمتلك مقومات قوية تمكنها من الاستفادة القصوى من مشاركتها في قمة العشرين، وفي مقدمتها البنية التحتية الحديثة، والمناطق الاقتصادية المتطورة، وعلى رأسها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بالإضافة إلى التشريعات الاستثمارية المحفزة والحوافز الضريبية والجمركية التي تقدمها الدولة للمستثمرين. وأشار إلى أن عرض هذه الإمكانات أمام دول المجموعة يعزز قدرة الاقتصاد المصري على اقتناص استثمارات نوعية تخلق فرص عمل وتزيد من معدلات الإنتاج.
ولفت نجاتي إلى أن قمة العشرين تمثل أيضًا فرصة لنقل الخبرات والتقنيات الحديثة من الدول الصناعية الكبرى، بما يسهم في رفع الكفاءة الإنتاجية وتحسين تنافسية القطاعات المصرية المختلفة، خاصة في مجالات الصناعة والزراعة والاتصالات. وأوضح أن الحوار مع دول المجموعة يتيح لمصر الوصول إلى حلول تمويلية ميسرة وغير مرتبطة بشكل مباشر بالديون لتمويل مشروعات التحول الأخضر والعمل المناخي.
وأشار إلى أن مشاركة مصر في القمة تعزز كذلك جهودها في الترويج الخارجي، سواء على مستوى الاستثمار أو السياحة، موضحًا أن التواصل المباشر مع صناع القرار العالميين يرفع من فرص جذب وفود استثمارية وسياحية جديدة، ويفتح آفاق تعاون موسع مع الدول الرائدة في التكنولوجيا والاقتصاد المتقدم.
واختتم نجاتي بأن حضور مصر في قمة العشرين يعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرتها على لعب دور أكبر في الاقتصاد العالمي، ويؤكد أن البلاد تمتلك الأدوات اللازمة لإعادة رسم خريطتها الاستثمارية بما يتناسب مع التحولات الاقتصادية العالمية وتطلعات الدولة المصرية خلال المرحلة المقبلة.





