
في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع النقل المصري نحو منظومة أكثر ذكاءً واستدامة، تؤكد شركة ألستوم العالمية التزامها بدعم رؤية مصر 2030، عبر تقديم حلول مبتكرة ومشروعات استراتيجية تعزز الاقتصاد الأخضر وتمكن الكفاءات الوطنية.
ومن خلال مشاركتها في معرض ومؤتمر النقل الذكي TransMEA 2025 بالقاهرة، سلطت “ألستوم” الضوء على أحدث ابتكاراتها وخططها الطموحة لتوطين الصناعة ونقل المعرفة.
المهندس رامي صلاح الدين، العضو المنتدب لشركة ألستوم مصر، أكد أن الشركة تلعب دورًا محوريًا في تطوير قطاع النقل في مصر منذ أكثر من أربعة عقود، حيث تسعى من خلال مشاريعها إلى بناء منظومة نقل ذكية ومستدامة تخدم الأجيال القادمة.
وأشار صلاح الدين خلال حواره مع “البورصجية” إلى أن ألستوم لا تقتصر على توفير الحلول التقنية فقط، بل تسعى إلى دعم التحول إلى نقل صديق للبيئة عبر تنفيذ مشاريع كبرى، من أبرزها المونوريل بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتحديث الخط الأول لمترو القاهرة، والمجمع الصناعي في برج العرب.
وهذه المشاريع – وفق قوله- تعكس التزام الشركة بتقديم حلول مبتكرة تواكب التوسع العمراني وتلبي احتياجات المواطنين.
وحول مشروع المونوريل، وصفه صلاح الدين بأنه مشروع استثنائي على مستوى المنطقة، كونه الأول من نوعه في إفريقيا والأطول عالميًا بنظام القيادة الذاتية.
وأوضح، أن المشروع يمثل نقلة نوعية في منظومة النقل الجماعي، إذ يربط المدن الجديدة بالمراكز الحيوية، ويقلل زمن التنقل، ويسهم في خفض الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى خلق آلاف فرص العمل وتطوير مهارات الكوادر المحلية في أحدث تقنيات النقل.
وتطرق صلاح الدين إلى استراتيجية التوطين ونقل المعرفة، مؤكّدًا أن ذلك يشكل ركيزة أساسية في عمل ألستوم بمصر. وقال: “نحن نؤمن بأن نجاح أي منظومة يعتمد على الكفاءات المحلية”، مشيرًا إلى مبادرات مثل الأكاديمية المصرية للسكك الحديدية (ERA) التي أطلقت خلال مؤتمر المناخ COP27، لتأهيل المهندسين على أحدث الأنظمة العالمية.
وأضاف: أن مركز ألستوم الهندسي بالقاهرة أصبح مركز تميز إقليميًا يصدر الخبرات المصرية إلى مشاريع في المغرب والجزائر وتنزانيا وتركيا والسعودية؛ مما يعزز مكانة مصر كمصدر للمعرفة والابتكار في قطاع النقل.
وعن المجمع الصناعي الجديد في برج العرب، أوضح صلاح الدين أنه يمتد على مساحة 12 هكتارًا، ويهدف إلى توطين صناعة مكونات القطارات والأنظمة الكهربائية لتلبية احتياجات السوق المحلي وتصدير الفائض للأسواق الإقليمية.
وأكد، أن المجمع يمثل استثمارًا في المستقبل، ليس كمصنع فحسب، بل كمنصة لتطوير المهارات وبناء القدرات المحلية، وتعزيز مكانة مصر كمركز صناعي وتكنولوجي رائد في إفريقيا والشرق الأوسط.
وفيما يخص مستقبل الشركة في السوق المصرية، أكد صلاح الدين أن ألستوم ملتزمة بمواصلة دورها كشريك رئيسي في تطوير قطاع النقل، مع التركيز على التعاون الوثيق مع وزارة النقل والجهات الحكومية لتنفيذ مشاريع طويلة الأمد، ونقل التكنولوجيا المتقدمة، وتمكين الكفاءات المصرية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة ودعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وقال المهندس رامي صلاح الدين: “من خلال التوطين ونقل المعرفة والاستثمار في الكفاءات، نُمكّن جيلًا جديدًا من المهندسين المصريين، ونُرسخ مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار في مجال النقل المستدام”.





