
عقد وزير الخارجية المصري الدكتور “بدر عبد العاطي” ونظيره التركي “هاكان فيدان”، اليوم الأربعاء، في أنقرة، مؤتمراً صحفياً مشتركاً، أكدا خلاله توافق البلدين حول معظم ملفات منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في السودان وليبيا وسوريا.
وأكد “عبد العاطي” أن المباحثات جرت في أجواء إيجابية ومثمرة، تناولت تعزيز التعاون الثنائي وسبل دفع العلاقات نحو شراكة استراتيجية، معلناً عن استهداف رفع حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة، مشيداً بدور الشركات التركية في دعم الاستثمار وتوفير فرص العمل داخل مصر.
وفي الشق الإقليمي، أوضح وزير الخارجية المصري أن المحادثات تطرقت إلى تطورات الأوضاع في غزة والضفة الغربية، مشيراً إلى نجاح جهود الوساطة المشتركة التي قادتها كل من مصر وتركيا وقطر للتوصل إلى اتفاق شرم الشيخ للسلام، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان استمرار الاتفاق وعدم العودة إلى الحرب، مع إعادة التأكيد على الموقف المصري التركي الداعم لحل الدولتين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف “عبد العاطي” أن الجانبين بحثا المفاوضات الجارية في مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار الأمريكي المتعلق بتشكيل قوة استقرار دولية في غزة، مشدداً على أهمية التزام أي مبادرة بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفيما يتعلق بالسودان، شدد عبد العاطي على رفض مصر الكامل لأي محاولات لتقسيم السودان، مؤكداً تطابق المواقف المصرية والتركية بشأن ضرورة وقف إطلاق النار ودعم وحدة واستقرار البلاد.
وأشار ” عبد العاطي” إلى توافق مصر وتركيا، على دعم سيادة سوريا ووحدتها الإقليمية، وبحث التطورات في ليبيا وسبل إنهاء الانقسام السياسي واستعادة المسار الوطني.
وأعلن وزير الخارجية المصري، عن تطلع القاهرة إلى عقد الدورة الثانية للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى في القاهرة قريباً بمشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان.
من جانبه، وصف وزير الخارجية التركي “هاكان فيدان” مصر بأنها أكبر وأهم شريك تجاري لتركيا في القارة الإفريقية، مؤكداً رغبة أنقرة في تعزيز التعاون في مجالات الصناعات العسكرية والطاقة والإنتاج المشترك.
وفي الملف الفلسطيني، أوضح “فيدان” أن بلاده ناقشت مع مصر آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة، مشيراً إلى أن حركة حماس أبدت التزاماً واضحاً بالاتفاق وتعاوناً بناءً، بينما دعا إسرائيل إلى فتح المعابر لضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
وأضاف وزير الخارجية التركي أن غزة جزء من فلسطين، ويجب أن تظل كذلك، مؤكداً أهمية تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام باعتباره خطوة ضرورية نحو الاستقرار.
وأشاد فيدان بما وصفه بـ”التقارب السياسي الناضج” بين أنقرة والقاهرة، مشيراً إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين تتطور بسرعة وتتجاوز الاقتصاد إلى دعم الأمن الإقليمي والسلام الدولي.
اقرأ أيضا: مصر وتركيا تعززان التعاون لمعالجة ملفات غزة والسودان وليبيا والصومال





