عالم

انقسامات داخل الجيش السوداني تُفشل جهود وقف الحرب

تتصاعد الخلافات داخل المؤسسة العسكرية السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في ظل تزايد الأصوات الرافضة لجهود وقف الحرب والمؤيدة لاستمرار العمليات العسكرية.

وفي لهجة تصعيدية جديدة، أكد وزير المالية في حكومة البرهان، جبريل إبراهيم، أن الجيش السوداني سيعمل على “استعادة السيطرة على مدينة الفاشر وكافة المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع”، مضيفاً أنه “لا توجد أي هدنة أو مفاوضات حالياً، ولا بد من رد الصاع صاعين قبل الحديث عن الهدنة”.

وتأتي هذه التصريحات متسقة مع مواقف ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني، الذي يعارض مبادرة “الرباعية الدولية” (الولايات المتحدة، مصر، الإمارات، والسعودية) الرامية إلى وقف إطلاق النار. وقد أثارت كلماته الموجهة لتلك الدول جدلاً واسعاً ووصفت بأنها “غير مسؤولة”.

وتعكس مواقف العطا وإبراهيم الانقسامات العميقة داخل الجيش السوداني، في وقتٍ رحب فيه مجلس الأمن والدفاع — وهو أعلى هيئة سياسية وعسكرية في البلاد — بالمبادرات الدولية لإنهاء الحرب ومعاناة السودانيين.

ويرى مراقبون أن هذا التشظي داخل القيادة العسكرية يهدد بإفشال أي مساعٍ دبلوماسية لفرض هدنة إنسانية، حيث يسعى جناح العطا المتشدد إلى الحسم العسكري لتثبيت نفوذه، بينما يواصل تنظيم الإخوان وحلفاؤه دعم استمرار الحرب، لضمان بقاء نفوذهم السياسي.

وبذلك، يكشف الوضع الراهن عن صراع داخلي محتدم داخل المؤسسة العسكرية، تغذيه أطراف سياسية ودينية، مما يعقد جهود السلام ويطيل أمد الأزمة السودانية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *