عالم

السودان.. تقارير أممية ودولية توثق انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في الفاشر

تتفاقم الكارثة الإنسانية في ولاية شمال دارفور بـ السودان، حيث تشهد مدينة الفاشر موجة نزوح واسعة وأوضاعاً معيشية متدهورة، في ظل تقارير أممية وحقوقية تتحدث عن انتهاكات جسيمة ارتُكبت بحق المدنيين عقب سيطرة ميليشيات “الدعم السريع” على المدينة، بعد حصار استمر 18 شهراً. وحذرت منظمات الإغاثة من انهيار الخدمات الأساسية ونقص الغذاء والمياه، ووثقت صور الأقمار الصناعية مشاهد مروّعة وصفتها الأمم المتحدة بـ”الوضع الكارثي”.

وضع خارج عن السيطرة

خلال الأيام الأخيرة، نزح أكثر من 36 ألف شخص من الفاشر التي باتت بلا حماية ولا إمدادات، بينما تقطعت السبل بآلاف آخرين داخل المدينة، وتصف منظمات الإغاثة الوضع بأنه خارج عن السيطرة، حيث ينام الناس في العراء، ويبحثون عن جرعة ماء أو دواء بين الركام.

الأمم المتحدة: الوضع كارثي

قالت الأمم المتحدة إن شمال دارفور يعيش كارثة إنسانية بكل المقاييس، محذّرة من استمرار الهجمات على المدنيين وصعوبة وصول المساعدات.

ودعا “سيف ماغانغو”، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إلى تحقيق مستقل وشفاف في الانتهاكات التي شهدتها مدينة الفاشر، مشيراً إلى تقارير عن عمليات قتل جماعي واغتصاب ونهب وتهجير قسري منذ الهجوم على المدينة في 23 أكتوبر الماضي.

صور أقمار صناعية توثّق المجازر

فقد كشفت صور الأقمار الصناعية التي حللتها مؤسسات إعلامية وحقوقية دولية، بينها صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عن بقع حمراء واسعة يُرجّح أنها دماء، وعشرات الجثث ملقاة قرب المستشفيات والمنازل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولي إغاثة أن ميليشيات “الدعم السريع” اقتحمت المستشفى السعودي بالفاشر، ونفذت داخله إعدامات ميدانية راح ضحيتها أكثر من460  شخصاً، بينهم مرضى وأطباء ومرافقون، في واحدة من أكثر الجرائم قسوة منذ اندلاع الصراع.

اغتصاب جماعي داخل مأوى للنازحين

تتحدث تقارير الأمم المتحدة عن شهادات مروعة من سكان المدينة، وعن نساء تعرّضن للاغتصاب الجماعي داخل مأوى للنازحين قرب جامعة الفاشر، بعدما اقتحمه مسلحون من قوات الدعم السريع.

وقال “ماغانغو” إن شهوداً أكدوا أن المهاجمين انتقوا النساء والفتيات واغتصبوهن تحت تهديد السلاح، ما أجبر نحو100  أسرة على مغادرة المأوى وسط إطلاق النار.

أطباء بلا حدود: الخطر ما زال قائماً

في بيان جديد، أعربت منظمة “أطباء بلا حدود” عن قلق بالغ على مصير آلاف المدنيين العالقين في الفاشر، مشيرة إلى أن صور الأقمار الصناعية الأخيرة تؤكد استمرار أعمال القتل والعنف رغم سيطرة ميليشيات “الدعم السريع” على المدينة.

وقالت المنظمة إن الفرق الطبية تواجه صعوبة في الوصول إلى المصابين أو نقل الإمدادات، بينما تزداد أعداد الجرحى يوماً بعد يوم.

نزوح ومآسٍ متكررة

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فر أكثر من 65 ألف شخص من المدينة منذ الأحد الماضي، في حين ما زال عشرات الآلاف عالقين داخلها.

وتحدث ناجون لمنظمة إغاثة، وصلوا إلى بلدة طويلة القريبة ورووا قصصاً عن أطفال قُتلوا أمام أعين ذويهم، وعن مدنيين ضُربوا ونهبت ممتلكاتهم أثناء محاولتهم الفرار، وقال أحدهم: “لم نعد نعرف إلى أين نذهب..، كل طريق يؤدي إلى الخوف”.

اقرأ أيضا: مباحثات مصرية سودانية لبحث الأوضاع الإنسانية في الفاشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *