يوم مميز في حياة المصريين، احتشاد في الشوارع وشاشات عرض بالميادين وتجمعات عائلية بالمنازل أمام شاشات التلفزيون، وربما وصل الأمر لتحضير بعض المأكولات والمشروبات للاستمتاع بسهرة عائلية لحدث استثنائي يشاهده العالم أجمع، إنه افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يوافق اليوم السبت الأول من نوفمبر لعام 2025، يومًا يسجله التاريخ ليُظهر عظمة الشعب المصري من قداماءه المصريين حتى جيله الحالي.
بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته السيدة انتصار السيسي بدأت فعاليات حفل افتتاح المتحف المصري الكبير بمشاركة رؤوساء وملوك ووفود من دول العالم، حيث بلغ عدد الوفود المشاركة في هذا الحدث التاريخي 79 وفدًا من مختلف دول العالم، منهم 39 رئيسًا وملكًا وأميرًا، وجاءت هذه المشاركة الواسعة تعكس التقدير العالمي لمكانة مصر الحضارية والإنسانية، ولأهمية هذا المشروع الذي استغرق عقودًا من العمل ليخرج بهذا الشكل المهيب.
افتتاح المتحف المصري الكبير.. “مرحبًا بكم في أرض السلام”
انطلقت الفعاليات بعروض جوية أبهرت الحضور حيث شاركت فيها الطائرات الشراعية التي حلّقت في السماء، حاملة رسائل ترحيب بضيوف مصر من مختلف القارات بعبارة “مرحبًا بكم في أرض السلام”، فيما أضاءت الأهرامات والمتحف بأنوار تعكس مزيجًا من الأصالة والتكنولوجيا الحديثة.
وعقب استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة انتصار السيسي للضيوف المشاركين في الحفل وفي لفتة رمزية، التقط الرئيس السيسي وقرينته السيدة انتصار صورة تذكارية مع الوفود المشاركة أمام الواجهة الزجاجية للمتحف، في مشهد عكس روح الوحدة والتقدير المتبادل بين الشعوب.
وبصوت أوبرالي قدمت شيرين أحمد طارق المطربة المصرية العالمية عرضًا موسيقيًا فنيًا في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، كما شهد الحضورعروضًا مذهلة بالهولوجرام في سماء المتحف المصري الكبير والأهرامات خلال افتتاح المتحف المصري الكبير.
مفاجأة الحفل استعراض شيريهان
وفي لقطة وصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمفاجأة الحفل ظهرت الفنانة شيريهان في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، لتقديم الاحتفالية وقدمت استعراضًا فرعونيًا أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤساء دول العالم.
وقالت الفنانة شيريهان، خلال افتتاح المتحف المصري الكبير: “أجدادنا لما بنوا الأهرمات سابولنا ألغاز كتير، وبنفس الإيد اللي خلقت الحضارة بنينا المتحف المصري الكبير، امتداد لحسابات المصري القديم على خط واحد مع خوفو وخفرع ومنكرع”.
وخلال الحفل قدمت السوبرانو المصرية العالمية فاطمة سعيد عرضًا فنيًا مبهرًا وقدمت فقرة فنية استثنائية استعرضت فيها قصة المسلة التي شيدها الملك رمسيس الثاني، حيث مزجت في أدائها بين الموسيقى الرفيعة والتعبير الفني الذي جسّد عبقرية الحضارة المصرية القديمة وروحها الخالدة.
إشادات واسعة بـ ياسمينا العبد.. فخر جيلها
ولم يقتصر الحفل على ذلك بل أبدع المطرب المصري النوبي أحمد إسماعيل في الغناء لنهر النيل باللغة النوبية مؤكدا أن “النيل هو الحيا، وحازت مشاركة الفنانة الشابة الصاعدة ياسيمنا العبد على إعجاب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين وصفوها بـ “فخر جيلها” نظرًا للبقاتها وأدائها المميز وثقتها بنفسها أثناء حديثها أمام الحضور، كما أبدعت أروكسترا حفل افتتاح المتحف المصري الكبير في عزف مجموعة من المقطوعات الموسيقية من سفح الأهرامات في مشهد مهيب.
شهد الحفل العديد والكثير من اللقطات الاستثنائية والمبهرة، حيث نال الزي الذي ارتدته السيدة انتصار السيسي قرينة الرئيس عبد الفتاح السيسي إعجاب الكثيرين مشيدين بتعبيره عن الهوية المصرية نظرًا للنقوش الفرعونية القديمة الموجودة عليه، وكانت السيدة انتصار السيسي، قرينة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ارتدت زيًا أسود اللون يعبر عن الهوية المصرية للحضارة المصرية، وبه نقوش فرعونية قديمة، وذلك في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير.
قالوا عن افتتاح المتحف المصري الكبير
وفي كلمة لملك القلوب الدكتور مجدي يعقوب، جراح القلب العالمي، قال أنه في مصر القديمة كان الطب مهنة مقدسة، وأن الكهنة تعلموا سر التشريح، وجمعوا بين الجسد والروح، وصنعوا أطرافا صناعية، وأجروا عمليات في المخ والقلب.
وأضاف في كلمته من حفل افتتاح المتحف المصري الكبير “النهارده أنا واقف في المتحف الكبير.. من جراح مصري قديم ماسك مشرطه لجراح بيعالج القلوب بأدوات العصر بنفس السعي والعناية بالإنسان”.
أما الدكتور فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق فقال إن لحظة افتتاح المتحف المصري الكبير تمثل بالنسبة له حدثًا استثنائيًا طال انتظاره، مشيرًا إلى أنه كان يعيش من أجل هذه اللحظة التي “انتظرها يومًا بعد يوم حتى رآها ماثلة أمامه في هذا الصرح العظيم”.
وأضاف حسني، في كلمته التي ألقاها على هامش فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير، أن مصر اليوم تحتفل بافتتاح معقل تتجلى فيه الحضارة المصرية في أبهى صورها، حيث تمتد أيادي الماضي العظيمة لتصافح أيادي الحاضر المبدع، في مشهد يعبر عن استمرارية الروح المصرية التي لا تنطفئ عبر العصور.
وعقب إلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي لكلمته التي كان من بينها أن الحضارة تبنى في أوقات السلام وتنتشر بروح التعاون بين الشعوب وأننا نكتب اليوم فصلًا جديدًا من تاريخ الحاضر والمستقبل، إذا أن هذا أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، حضارة مصر العظيمة، وضع الرئيس السيسي، القطعة الأخيرة لافتتاح المتحف المصري الكبير، والتي تمثلت في مجسم يضع كل ممثل عن دولة قطعة منه وتنتهي بوضع الرئيس عبد الفتاح السيسي للقطعة الأخيرة في المجسم معلنًا عن افتتاح المتحف المصري الكبير رسميًا.





