سوق المال

الذهب يواصل مكاسبه للأسبوع الثامن على التوالي ويتجاوز حاجز الـ4000 دولار للأوقية

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا خلال تعاملات الأسبوع الجاري، متجاوزة مستوى 4000 دولار للأوقية لأول مرة في التاريخ، لتواصل مكاسبها للأسبوع الثامن على التوالي وسط زخم استثماري قوي وتزايد الرهانات على استمرار دورة خفض أسعار الفائدة الأمريكية.

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات، إن الأسعار في السوق المحلية تراجعت اليوم السبت بنحو 45 جنيهًا مقارنة بنهاية تعاملات أمس، ليسجل عيار 21 نحو 5400 جنيه، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 131 دولارًا خلال الأسبوع لتُغلق عند 4017 دولارًا بعد أن لامست أعلى مستوياتها التاريخية عند 4060 دولارًا في 9 أكتوبر الجاري.

وأضاف أن عيار 24 سجل 6171 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4629 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3600 جنيه، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 43,200 جنيه.

وأوضح أن الأسعار كانت قد صعدت أمس بنحو 35 جنيهًا، إذ افتتح عيار 21 التعاملات عند 5320 جنيهًا وأغلق عند 5355 جنيهًا، بالتزامن مع صعود الأوقية من 3972 إلى 4017 دولارًا.

شهدت الأسواق العالمية موجة ارتفاع قوية في أسعار الذهب خلال الأسبوع الجاري، إذ تخطى المعدن الأصفر حاجز 4000 دولار للأوقية للمرة الأولى تاريخيًا، قبل أن يتراجع مؤقتًا إلى 3950 دولارًا في أكبر تصحيح منذ بداية موجة الصعود، ليعود ويغلق مجددًا فوق هذا المستوى بنهاية الأسبوع.

ويعزو المحللون هذا الأداء القوي إلى الرهانات المتزايدة على خفض الفائدة الأمريكية، بجانب تصاعد التوترات الجيوسياسية والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي، وهي عوامل عززت الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

وأشار التقرير إلى أن تهديدات فرض رسوم جمركية جديدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين، ورد بكين بالتهديد بفرض قيود على تصدير المعادن النادرة، أعادت إشعال المخاوف في الأسواق.
كما ساهم استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي لليوم العاشر على التوالي في زيادة العزوف عن المخاطرة.

وفي أوروبا وآسيا، دعمت الاضطرابات السياسية أيضًا ارتفاع الأسعار، إذ يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أزمة سياسية داخلية بعد رفضه تعيين رئيس وزراء يساري رغم الضغوط، بينما تشهد اليابان توترًا سياسيًا قبيل الانتخابات البرلمانية بعد فضيحة تمويل هزّت الحكومة.

تزامن صعود الذهب مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.43% إلى 98.97، وانخفاض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.048%، مما وفر دعمًا إضافيًا للمعدن النفيس.
وقال ألبرتو موساليم، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، إن السياسة النقدية الأمريكية تسير في “مسار متوتر”، مشيرًا إلى استمرار الضغوط التضخمية وضعف سوق العمل.

توقعات مستقبلية قوية

رفع بنك جولدمان ساكس توقعاته لسعر الذهب في عام 2026 من 4300 إلى 4900 دولار للأوقية، مستندًا إلى استمرار مشتريات البنوك المركزية والتدفقات القياسية إلى صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs).
وتشير التوقعات إلى احتمال بنسبة 94% لخفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل في 29 أكتوبر الجاري.

تدفقات قياسية إلى صناديق الذهب

أظهر تقرير مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب سجلت تدفقات قياسية خلال الربع الثالث من العام بلغت نحو 145.6 طنًا في سبتمبر وحده بقيمة 17.3 مليار دولار، لترتفع الحيازات الإجمالية إلى 221.7 طنًا (نحو 26 مليار دولار).
وأكد المجلس أن العوامل الأساسية القوية ما تزال تدعم الأسعار حتى نهاية العام رغم وصول السوق إلى مرحلة “تشبّع شرائي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *