عالم

خطة ترامب تربك الأسواق العالمية.. «غزة» مدينة معجزات اقتصادية فى الشرق الأوسط

في مشهد غير تقليدي للحرب الطويلة في غزة، أطلّ البيت الأبيض بخطة تجمع بين السياسة والاقتصاد، وتعد بتحويل القطاع من بؤرة توتر إلى مركز ازدهار.

وبينما يراهن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منطقة اقتصادية خاصة، تتجه أنظار المستثمرين إلى ما إذا كان هذا التحول قادرًا على زعزعة معادلات أسواق الطاقة والعملات، وعلى رأسها الدولار الأمريكي.

خطة أمريكية

في البداية، كشف البيت الأبيض عن خطة مكوّنة من 20 بندًا لإنهاء حرب غزة المستمرة منذ نحو عامين، تتضمن إطلاق سراح الرهائن، تثبيت التهدئة، ورسم مستقبل القطاع على المستويين السياسي والاقتصادي.

وتتضمن الخطة انسحاب الجيش الإسرائيلى من غزة بناء على معايير وإطارات زمنية مرتبطة بنزع السلاح من عناصر المقاومة الفلسطينية، والتى سيتم الاتفاق عليها بين الجيش وقوات الأمن الإسرائيلية والضامنين والولايات المتحدة.

منطقة اقتصادية

ولعل اللافت للنظر في هذه الخطة هو البُعد الاقتصادي؛ حيث أعلن ترامب ونتنياهو عن إنشاء منطقة اقتصادية خاصة في غزة، تتمتع بامتيازات جمركية وتُفتح أمام الاستثمارات الدولية، في خطوة تهدف إلى خلق وظائف وفرص نمو، وتحويل القطاع إلى مركز اقتصادي مزدهر على غرار “مدن المعجزات” الحديثة في الشرق الأوسط.

ولا تعد المنطقة الاقتصادية الخاصة مجرد مشروع استثماري، بل تحمل بعدًا سياسيًا واضحًا، إذ تسعى واشنطن وتل أبيب من خلالها إلى ربط الاستقرار الأمني بالتنمية الاقتصادية.

وتعتمد الرؤية على أن ضخ الأموال في البنية التحتية والمشروعات الكبرى قد يخفف من التوتر، ويُقنع السكان بجدوى “السلام الاقتصادي” كطريق بديل عن الصراع المستمر.

تجاهل عربي

وردًا على المقترح، تجاهلت معظم البورصات العربية، خطة ترامب لوقف الحرب فى غزة، حيث هبطت بورصات دبى وأبوظبى والكويت، فيما ارتفع ومؤشر تاسى السعودى.

وعلى الجانب الأخر، واصلت أسعار الذهب الارتفاع وقفزت قفزة تاريخية، رغم هدوء التوترات الجيوسياسية، فيما هبطت أسعار النفط بشكل ملحوظ، لتواصل الخسائر للجلسة الثانية على التوالى.

ورغم تصريحات ترامب، التى تُشير إلى هدوء التوترات الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط، فإن أغلب بورصات الخليج شهدت تراجعات ملحوظة، حيث هبط المؤشر الرئيسى فى سوق أبوظبى المالى «فادجى» بنسبة 0.10% ليصل إلى مستوى 9983 نقطة، قبل أن يعاود الارتفاع مرة أخرى قبل نهاية الجلسة بنسبة 0.2% عند مستوى 10 آلاف نقطة نقطة.

كما انخفضت سوق دبى المالى بنسبة 0.50% مسجلًا 5839 نقطة، وسط حجم تداولات لم يتجاوز الـ750 مليون درهم/ وهبط السوق الأول ببورصة الكويت، بنسبة 0.17% ليسجل 9317 نقطة، بإجمالى تداولات 138 مليون دينار.

كما هبط مؤشر ستوكس 600 الأوروبى الأوسع نطاقًا بنسبة 0.1%، ليصل إلى 554.81 نقطة، وتراجع مؤشر داكس الألمانى بنسبة 0.1% ليصل إلى 23706.36 نقطة، ومؤشر فوتسى 100 البريطانى بنسبة 0.30% عند 9273.53 نقطة، وتراجع مؤشر كاك الفرنسى بنسبة 0.4% ليصل إلى 7844.84 نقطة.

وعلى الجانب الآخر، شهدت الأسهم الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث زاد مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.48% ليسجل 22591.15 نقطة، ومؤشر داوجونز الصناعى بنسبة 0.15% مسجلًا 46316.07 نقطة.

تذبذب النفط والذهب

وسجّل الذهب مستوى قياسيًا جديدًا متجهًا لتحقيق أفضل أداء شهرى له منذ أغسطس 2011، مدعومًا بالمخاوف من إغلاق محتمل للحكومة الأمريكية وتزايد الرهانات على خفض معدلات الفائدة.

وعلى الجانب الآخر، واصلت أسعار النفط هبوطها، وسط مؤشرات بزيادة المعروض عالميًا.

تحولات اقتصادية

وتوقع الخبراء أن ينعكس الإعلان عن هذه الخطة سريعًا على النقاشات في أسواق المال العالمية، مشيرين إلى أن أي تهدئة في غزة والشرق الأوسط قد تقلل من المخاطر الجيوسياسية، ما يضغط على أسعار النفط نحو الهبوط.

ومع ذلك، ففي حال ضخ استثمارات دولية حقيقية في المنطقة الاقتصادية بغزة، قد يُنظر إليها كبوابة جديدة للأسواق الناشئة، وهو ما يجذب رؤوس أموال مغامرة تبحث عن عوائد مرتفعة.

وعلى المدى القصير، قد يستفيد الدولار من زيادة الثقة في الدور الأمريكي كوسيط قادر على فرض حلول، إذ يتجه المستثمرون إلى العملة الأمريكية كملاذ آمن في مراحل التحولات السياسية الكبرى، وعلى المدى البعيد، فإذا نجحت الخطة في خفض التوترات الإقليمية، قد يؤدي ذلك إلى هدوء نسبي في أسواق العملات ويُقلل من الطلب على الدولار كعملة ملاذ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *