
مع اقتراب موعد الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام، تتكاثر التكهنات حول الأسماء المرشحة، فيما يستبعد خبراء أن يحظى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالجائزة التي يطمح إليها بشدة، معتبرين أن سياساته تسهم في تقويض النظام العالمي الذي تقدّره اللجنة المانحة للجائزة.
ويرى محللون أن الضغوط التي يمارسها ترامب قد تأتي بنتائج عكسية، خاصة أن لجنة نوبل، المكوّنة من خمسة أعضاء، حريصة على استقلاليتها عن أي تأثير خارجي.
وتشير التقديرات إلى أن اللجنة قد تختار تكريم منظمات إنسانية تواجه تحديات متزايدة، مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أو اليونيسف، أو الصليب الأحمر، أو أطباء بلا حدود، أو حتى مبادرات محلية كغرف الطوارئ في السودان.
ومن جانبه، قال المؤرخ المتخصص في الجائزة، أسلي سفين، إن “فرص ترامب معدومة تماماً”، مستشهداً بمواقفه في دعم إسرائيل بالحرب على غزة، ومساعيه للتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبحسب وصية ألفريد نوبل، تُمنح الجائزة لمن يساهم في “تعزيز الترابط بين الأمم”، وهو ما لا ينطبق على سياسات ترامب، وفق نينا جرايجر، مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو، التي أشارت إلى انسحاب ترامب من منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ، فضلاً عن سياساته التجارية العدائية تجاه حلفاء الولايات المتحدة.
ورغم أن الجائزة شهدت سابقاً فوز شخصيات مثيرة للجدل، مثل باراك أوباما في بداية ولايته أو هنري كيسنجر خلال حرب فيتنام، إلا أن أعضاء سابقين في لجنة نوبل يؤكدون أن الفوز غالباً ما ارتبط بخطوات تصحيحية واضحة، كما حدث مع فريدريك دو كليرك الذي نال الجائزة بالمناصفة مع نيلسون مانديلا بعد إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
وأضافت جرايجر أن ترامب قد يصبح مرشحاً محتملاً فقط إذا نجح في إقناع بوتين بإنهاء الحرب في أوكرانيا أو دفع نتنياهو لوقف الحرب في غزة، وهو احتمال لا يزال بعيداً في نظر كثير من المراقبين.