مصر

قصة هايدي تلهم المتابعين.. وخبير تربوي يكشف لـ”البورصجية” طرق تربية جيل واع

في وقت تراجعت فيه بعض القيم الإنسانية أمام ضغوط الحياة المادية، تظل مواقف صغيرة صادرة من أطفال أبسط ما تكون، قادرة على أن توقظ فينا إحساسًا عميقًا بالإنسانية.

وفي حوار خاص لـ”البورصجية أشاد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة والخبيرالتربوي، بتصرف الطفلة “هايدي” التي ضربت مثالًا نادرًا في الإيثار والكرم، بعدما أعادت ما حصلت عليه لتمنحه لمن ظنّت أنه أكثر احتياجًا منها.

وذكر حجازي إن هايدي، رغم صغر سنها وحاجتها لما كانت تقتنيه، وفضلت أن تعيد ما أخذته لتمنحه لمن رأت أنه أكثر احتياجًا منها، وهو تصرف يجسد قيمًا كبرى مثل التعاطف والكرم والإيثار. وأضاف أن هذا السلوك لا ينشأ صدفة، بل هو نتيجة تنشئة اجتماعية واعية تهتم ببناء شخصية الطفل على أسس إنسانية.

وأشار في حديثه لـ البورصجية إلى أن غرس هذه القيم في الأطفال يتطلب من الأسرة والمجتمع العمل على عدة محاور أساسية، منها:

• تعويد الأبناء على تحمل المسؤولية منذ نعومة أظافرهم.

• تعزيز روح المشاركة والتعاون بينهم حتى في أبسط الممارسات مثل اللعب.

• تعليمهم الرضا والقناعة بما لديهم، بعيدًا عن مقارنة النفس بما في أيدي الآخرين.

• إشراكهم في أنشطة خيرية وتجارب عملية تعزز التعاطف والإحساس بالآخر.

• تخصيص مساحات للحوار الأسري المنتظم حول القيم النبيلة والتشجيع على التمسك بها.

• والأهم أن يكون الآباء قدوة فعلية لأبنائهم مع تقديم الدعم والتعزيز المستمر لكل سلوك إيجابي.

واختتم حجازي حديثه مؤكدًا على أن بناء شخصية قائمة على هذه القيم لا ينعكس على الطفل فقط، بل ينعكس على المجتمع كله، فيصبح أكثر تماسكًا وإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *