عالم

اهتمام كبير بقمة «ترامب – شى».. العالم يترقب «اتفاق السلام التجارى» بين أمريكا والصين

يتجه الاهتمام العالمي نحو القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ونظيره الصيني “شي جين بينج”، والمتوقع عقدها قبل أوائل نوفمبر القادم، ويأتي هذا اللقاء وسط تقلبات حادة في العلاقات الثنائية بين بكين وواشنطن، ما يجعله فرصة حاسمة لإعادة تشكيل المسار بين أكبر قوتين اقتصاديتين وسياسيتين في العالم، وتكتسب هذه القمة أهمية خاصة مع الحديث عن زيارة محتملة لـ”ترامب” إلى الصين، وتداعياتها المباشرة على الاقتصاد العالمي والتوترات الجيوسياسية.

ويمكن أن تُعلن هذه القمة عن تأسيس علاقة جديدة، وربما حتى “شراكة” بين البلدين، هذا التوقع، رغم أنه لا يستند إلى تسريبات لمعلومات سرية، يأتي نتيجة دراسة متأنية لتصريحات الرئيسين وموازنة مصالحهما وتحليل منطق الموقف الراهن، وتُشير التوقعات إلى أن احتمالات حدوث هذا التحول الكبير قبل نهاية نوفمبر أكبر من المتوقع.

وأكد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” مؤخرًا أن زيارته المحتملة للصين ستكون “بناء على دعوة من الرئيس الصيني “شي جين بينج”، هذا التصريح، إلى جانب تقارير تفيد بأن مساعدي الرئيسين ناقشوا اجتماعًا محتملاً خلال رحلة “ترامب” الآسيوية المرتقبة هذا العام، ويؤكد جدية التخطيط لهذه الزيارة، وتُشكل هذه الزيارة، إن تمت، فرصة دبلوماسية رفيعة المستوى “لإعادة ضبط” العلاقات الاقتصادية، مما قد يمهد الطريق لتخفيف أوسع للتعريفات الجمركية وهيكل تجاري أكثر استدامة، ويعتقد أن يتيح اللقاء المباشر بين الرئيس الصيني والأمريكي مناقشة القضايا الحساسة مثل تايوان وجهًا لوجه، فـ”ترامب”، الذي يرى نفسه “صانع الصفقات الرئيسي” ويسعى لإرث “صانع سلام عظيم”، يدرك أن “العلاقة المثمرة مع الصين شرط أساسي لاقتصاد أمريكي مزدهر”، ومن جانبه، يسعى “شي” إلى تأكيد نفوذ الصين الاقتصادي والدبلوماسي.

وسبقت هذه القمة المرتقبة جولات مكثفة من المحادثات، أبرزها الاجتماع في “ستوكهولم” بين وزير الخزانة الأمريكي “سكوت بيسنت” ونائب رئيس الوزراء الصيني “هي ليفينج”، مؤخرًا، ووصُفت هذه المحادثات بأنها “بناءة”، لكنها لم تسفر عن اتفاق فوري لتجنب تصعيد الحرب التجارية، وأكد “بيسنت” أن الكلمة الفصل في تمديد الهدنة الجمركية تعود لـ”ترامب”، مشيرًا إلى أن أي تمديد محتمل سيستمر لمدة 90 يومًا أخرى، هذه الهدنة، التي كان من المقرر أن تنتهي في 12 أغسطس، تُبرز الحاجة لمزيد من الوقت للتفاوض، من جانبه، شدد كبير المفاوضين التجاريين الصينيين “لي تشنج جانج” على أهمية “الحفاظ على علاقة تجارية مستقرة”، بين البلدين.

ويُتوقع أن تُشكل القمة المرتقبة إعلانًا عن “إعادة توازن كبير” في العلاقات، تتجاوز الجوانب التجارية لتشمل ملفات واسعة ومعقدة.

ويعتقد أن تكون “قضية تايوان” محورًا حساسًا على طاولة النقاش بين “ترامب، وشي”، “إذا عُقدت القمة”، ويُتوقع أن يناقش الزعيمان كيفية تعاونهما للحد من تحركات الحكومة التايوانية الحالية، وبالنسبة لـ”شي جين بينج”، وتعد تايوان قضية ذات أولوية قصوى، فـ”بكين” تعترض باستمرار على أي تعامل أمريكي مع المسؤولين التايوانيين، وفي ذات الوقت، تُحافظ الولايات المتحدة على علاقات غير رسمية مع تايوان، وتسعى للموازنة بين دعم الجزيرة وتجنب استفزاز الصين، وتطرح بعض التحليلات إمكانية أن تُعلن الولايات المتحدة صراحة معارضتها لاستقلال تايوان وعدم رغبتها في الانجرار إلى حرب مع الصين بشأن الجزيرة التايوانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *