
حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة،واليونيسف، اليوم الثلاثاء، من أن قطاع غزة قد تجاوز بالفعل أثنين من أصل ثلاث عتبات للمجاعة، وذلك وفقاً لأحدث تقرير صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، حيث يشير إلى أن مؤشرات استهلاك الغذاء وحالة التغذية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء الصراع.
وكشف “برنامج الأغذية العالمي” أن البيانات تشير إلى أن أكثر من ثلث سكان غزة، “39%”، يقضون أياماً متتالية بلا طعام، ويعيش ما يقرب من ربع السكان أي “أكثر من 500 ألف شخص” في ظروف شبيهة بالمجاعة، بينما يواجه الباقون مستويات “طارئة” من الجوع.
ونوه “الأغذية العالمي” بأن الوضع يزداد سوءاً بشكل خاص بين الأطفال، ففي مدينة غزة، تضاعف معدل سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون الخامسة أربع مرات في غضون شهرين، ليصل إلى 16.5%، هذا التدهور الحاد يرفع بشكل كبير خطر الوفيات المرتبطة بالجوع وسوء التغذية، وقد تم إدخال 6,500 طفل للعلاج من سوء التغذية في يونيو الماضي، وارتفع هذا العدد إلى 5,000 طفل في أول أسبوعين فقط من يوليو الحالي.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، “سيندي ماكين”: “إن المعاناة التي لا يمكن تحملها والتي يعيشها سكان غزة واضحة للعيان أمام العالم بأسره، وانتظار التأكيد الرسمي على حدوث مجاعة لتقديم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة التي هم في أمس الحاجة إليها أمر غير معقول”، ودعت إلى “إغراق غزة بالمساعدات الغذائية على نطاق واسع، فوراً ودون عوائق، ومواصلة تدفقها كل يوم لمنع حدوث الموت جوعاً بشكل جماعي”.
وأوضح “برنامج الأغذية العالمي” أن هذا الوضع الكارثي يعزى إلى الصراع المستمر، وانهيار الخدمات الأساسية، والقيود الشديدة المفروضة على الأمم المتحدة في إيصال وتوزيع المساعدات.
وأفادت “اليونيسف” أن أكثر من 320 ألف طفل دون سن الخامسة في غزة يواجهون خطر سوء التغذية الحاد، ويعاني الآلاف منهم من أشد أنواعه خطورة، في ظل انهيار خدمات الدعم الغذائي ونقص المياه الصالحة للشرب وبدائل حليب الأم.
وأكدت المديرة التنفيذية لـ”اليونيسف”، “كاثرين راسل”: “الأطفال والرضع الذين يعانون الهزال يموتون بسبب سوء التغذية في غزة، ونحن بحاجة إلى وصول فوري وآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة لتكثيف توفير الغذاء والتغذية والمياه والأدوية المنقذة للحياة”.
ويرى “برنامج الأغذية العالمي” أنه ورغم إعادة فتح بعض المعابر جزئياً، فإن المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة لا تزال ضئيلة جداً مقارنة باحتياجات أكثر من مليوني شخص شهرياً.
وتطالب الوكالتان بتوفير أكثر من 62 ألف طن من المساعدات شهرياً، واستئناف استيراد المواد الغذائية التجارية لتوفير تنوع غذائي أساسي، كما أن نقص الوقود والمياه يقوض جهود الإغاثة.
ورحب برنامج الأغذية العالمي واليونيسف بالالتزامات الأخيرة الرامية إلى تحسين ظروف عمل المنظمات الإنسانية في غزة. تأمل الوكالتان أن تساهم هذه الإجراءات في زيادة تدفق المساعدات الضرورية. وفي هذا السياق، جددتا دعواتهما العاجلة إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، لإنهاء عمليات القتل وضمان الإفراج الآمن عن الرهائن.
وأكدا على ضرورة تمكين العمليات الإنسانية، وإتاحة وصول مستمر وآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، من أجل تدفق المساعدات على نطاق واسع عبر جميع المعابر المتاحة، وتوصيل الغذاء والإمدادات الغذائية والمياه والوقود والمساعدات الطبية الضرورية إلى الأسر المحتاجة في جميع أنحاء غزة، وأهمية حماية المدنيين وعمال الإغاثة، وضرورة استعادة الخدمات الأساسية، خاصةً البنية التحتية للصحة والمياه والصرف الصحي.
وفقًا لأحدث تقرير للأمن الغذائي، تم تجاوز 2 من أصل 3 مستويات للمجاعة في أجزاء من قطاع #غزة.
🔴 انخفض استهلاك الغذاء بشكل حاد.
🔴 ارتفعت معدلات سوء التغذية الحاد، مع تضاعف مستويات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة 4 مرات.
🔗 اقرأ المزيد: https://t.co/tK5DgeSocU pic.twitter.com/e2CXS3oLdx
— برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (@WFP_Arabic) July 29, 2025
اقرأ أيضا: الأونروا تحذر: موت جماعي يضرب غزة