مصر

خبيرة أرصاد: الأنشطة البشرية وراء الارتفاع في درجات الحرارة

قالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن السبب الأساسي في الارتفاع الكبير الذي تشهده درجات الحرارة يعود إلى الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري، واستخدام وسائل النقل المعتمدة على البنزين والديزل، والاعتماد على مصادر طاقة ملوثة، والأنشطة الصناعية الثقيلة، والتي ينتج عنها انبعاث كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري.

وأضافت غانم، في تصريح خاص لـ”البورصجية”، أن متوسط درجات الحرارة العالمية قبل الثورة الصناعية كان يبلغ نحو 15 درجة مئوية، لكنه ارتفع ليصل إلى 16.5 درجة بعد الثورة الصناعية، ما يعني زيادة بنحو 1.5 درجة، مشيرة إلى أن استمرار تزايد الملوثات والانبعاثات في الوقت الراهن يدفع هذا المتوسط للاقتراب من درجتين، وهو معدل ينذر بتغيرات مناخية خطيرة.

وأوضحت أن الدول الصناعية الكبرى تُعد المسؤول الرئيسي عن تصاعد هذه الانبعاثات، ما يؤدي إلى زيادة عملية البخر، وحدوث تغير في منظومة التوزيعات الضغطية، مما ينتج عنه ظواهر جوية متطرفة تشهدها بعض الدول، مثل الفيضانات، والأمطار الغزيرة، وشدة الأعاصير، بالإضافة إلى موجات الحر القاسية التي تؤدي إلى وفاة المئات في بعض المناطق.

وأكدت أن الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمناخ – رغم أهميتها – إلا أنها للأسف “ليست مُلزمة”، وهو ما يُضعف من فاعليتها في الحد من الانبعاثات العالمية.

وشددت غانم على ضرورة التوجه نحو استخدام مصادر الطاقة النظيفة، وتبني الاقتصاد الأخضر، مع تحسين البنية التحتية، وتطبيق سياسات فعالة للتكيف مع التغيرات المناخية، من خلال حماية الشواطئ، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات باتت ضرورية أكثر من أي وقت مضى، وهو ما تنبّهت إليه الحكومة المصرية وبدأت بالفعل في تنفيذه خلال السنوات الماضية.

كما نوهت إلى أنه رغم أن دور الأفراد في تقليل الانبعاثات يظل محدودًا مقارنة بالدول، فإن تقليل الاستهلاك الشخصي للطاقة، وترشيد استخدام المكيفات، والتحول إلى وسائل نقل صديقة للبيئة، يمكن أن يسهم – ولو بنسبة بسيطة – في الحفاظ على البيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *