تكنولوجيا واتصالات

لمواجهة أعطال الكهرباء.. كاليفورنيا تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي

في خطوة قد تحدث تحولا في طريقة إدارة شبكات الكهرباء عالميا، بدأت ولاية كاليفورنيا ‏الأمريكية اختبار تقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة مشكلات انقطاع الكهرباء ‏بشكل فوري وذكي. ‏
ويقود هذه المبادرة مشغل نظام الكهرباء المستقل ‏(‏CAISO‏) والتى تعتبر اختصارا ‏لـ ‏‏‏(‏California Independent System Operator‏)‏ في ولاية كاليفورنيا، من خلال إطلاق ‏برنامج تجريبي يعد الأول من نوعه على مستوى أمريكا الشمالية.‏

التقنية الجديدة، التي تعرف باسم “‏Genie‏”، تم تطويرها بواسطة شركة ‏OATI‏ للطاقة، وتهدف ‏إلى أتمتة العمليات المعقدة التي تتم حاليا يدويا عند حدوث الأعطال في الشبكة الكهربائية. ‏

ووفقًا لمجلة ‏MIT Technology Review، تمثل هذه المبادرة نقلة نوعية في عالم الطاقة، وقد ‏تُصبح نموذجا يحتذى به لشركات المرافق حول العالم، والتي ما زالت تعتمد على الفحص اليدوي ‏والتحليل البشري عند التعامل مع الأعطال.‏

لطالما عانت كاليفورنيا من انقطاعات الكهرباء، لاسيما مع تصاعد الطلب على الطاقة خلال ‏فترات الصيف وارتفاع الاعتماد على السيارات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة، ومع هذه ‏الضغوط المتزايدة، تبرز الحاجة إلى حلول ذكية أكثر كفاءة.‏

في الوضع التقليدي، يتطلب التعامل مع انقطاع التيار الكهربائي تحليل مئات البلاغات والتقارير ‏من قبل المهندسين، باستخدام أدوات يدوية ترصد الكلمات المفتاحية وتحدد الأسباب المحتملة، ‏وتستلزم العملية إدخال البيانات يدويا، وإجراء حسابات منفصلة، والتنسيق بين أقسام متعددة ما ‏يجعلها مرهقة وبطيئة.‏

لكن مع برنامج ‏Genie، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقرأ جميع تقارير الانقطاعات في ثوانٍ، ‏ويستخرج منها التفاصيل الضرورية، ويولد ملخصات فورية وشاملة لعرضها على المشغلين، ‏هذه الآلية لا توفر الوقت فحسب، بل تقلل أيضا من احتمال الوقوع في الخطأ البشري.‏

وتأمل الجهات القائمة على المشروع أن يفتح نجاح ‏Genie‏ الباب أمام المزيد من الاستخدامات ‏المتقدمة للذكاء الاصطناعي في هذا المجال، مثل التنبؤ بمخرجات الطاقة المتجددة، أو التخطيط ‏المسبق لفترات ذروة الطلب.‏

في حال أثبتت التجربة فاعليتها، فقد لا تقتصر فوائدها على كاليفورنيا وحدها، بل تمتد لتشمل ‏أنظمة الكهرباء في دول ومناطق أخرى تبحث عن حلول ذكية وأكثر مرونة لمواجهة تحديات ‏الطاقة في المستقبل.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *