عالم

الإدارة السورية تتهم «جهات منظمة» باستهداف الأمن في السويداء

في أعقاب الاشتباكات المسلحة التي شهدتها محافظة السويداء، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، اتهمت سوريا، اليوم الأثنين، “جهات منظمة” بالعمل على جرّ المحافظة إلى “فوضى أمنية خطيرة”، وذلك بعد تعرض قوات الأمن السورية لكمائن وعمليات خطف أثناء محاولتها استعادة النظام وحماية المدنيين.

ووفق بيان وزارة الخارجية السورية، أكدت دمشق، التزامها بـ”خيار الحكمة وضبط النفس”، داعيةً جميع الأطراف المحلية إلى “تحكيم العقل والتوقف الفوري عن أعمال العنف، وتسليم السلاح غير المشروع، وتفويت الفرصة على من يسعون إلى تفكيك النسيج الوطني السوري وزرع الفتنة والانقسام”.

وشددت وزارة الخارجية على أن “كل الملفات الأمنية والعسكرية، وعلى رأسها مسألة حمل السلاح، يجب أن تبقى تحت سلطة الدولة السورية حصرًا، وفقًا للدستور والقانون، وبما يضمن سيادة الدولة ووحدة أراضيها، ويمنع تحول أي منطقة إلى ساحة للفوضى أو النفوذ الخارجي”.

وجددت وزارة الخارجية والمغتربين السورية دعوتها لجميع الدول والمنظمات إلى “احترام سيادة الجمهورية العربية السورية، والامتناع عن دعم أي حركات متمردة انفصالية”.

وأكدت سوريا أنها “ماضية في حماية الطائفة الدرزية واحترام حقوقها، وبسط الأمن والاستقرار، وتفعيل مؤسسات الدولة، وحماية جميع المواطنين دون استثناء، في إطار دولة القانون والسيادة الوطنية”.

وكانت قد شهدت مدينة السويداء بجنوب سوريا أمس الأحد، اشتباكات عنيفة، تركزت بشكل خاص في حي المقوس، وتسببت في وقوع عدد من الإصابات، بعضها خطيرة، وفقًا لتقارير محلية، وقد أدى هذا التصعيد إلى حالة استنفار كبيرة في صفوف كافة الفصائل المسلحة بالمحافظة.

وأفادت تقارير إعلامية بأن مجموعات مسلحة شنت هجومًا على قرية الصورة الكبيرة، الواقعة عند المدخل الشمالي لمحافظة السويداء، وذلك من ثلاثة محاور مختلفة، وتزامنًا مع هذه الاشتباكات، تم قطع طريق السويداء قنوات، وطريق السويداء عتيل، مما يعكس حدة المواجهات الدائرة.

وأفادت وزارة الداخلية السورية بمقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة ما يقرب من 100 آخرين، وفي المقابل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عدد القتلى بلغ 50 شخصًا على الأقل، من بينهم طفلان وستة من عناصر قوات الأمن.

واندلعت الاشتباكات في البداية بين مجموعات مسلحة من العشائر الدرزية والبدوية، مع “مشاركة نشطة” لبعض أفراد قوات الأمن الحكومية في دعم البدو، وفقًا للمرصد.

وقال “رامي عبد الرحمن”، مدير المرصد، إن الصراع بدأ إثر سلسلة من عمليات الخطف المتبادلة، بعد أن أقام أفراد من إحدى العشائر البدوية حاجزًا هاجموا فيه وسرقوا بائع خضار درزي.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية أن قوات الأمن الحكومية دخلت السويداء فجرًا لاستعادة النظام، ووصف المتحدث باسم الوزارة، “نور الدين البابا”، الوضع بـ”التصعيد الخطير الذي يأتي في ظل غياب المؤسسات الرسمية المختصة، مما أدى إلى تفاقم حالة الفوضى وتدهور الوضع الأمني”، وأشار إلى أن قواتهم “تبذل قصارى جهدها لمنع وقوع أي إصابات بين المدنيين”.

وقد أبدت فصائل من الأقلية الدرزية في السويداء شكوكها تجاه السلطات الجديدة في دمشق بعد فرار الرئيس “بشار الأسد” من البلاد خلال هجوم شنته “هيئة تحرير الشام”، بقيادة “أحمد الشرع” الملقب بـ “أبو محمد الجولاني”، والذي عين رئيسا للإدارة السورية الجديدة.

اقرأ أيضا: إسرائيل تقصف دبابات سورية وسط اشتباكات السويداء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *