عالم

اتساع حرائق الغابات بسوريا.. الأردن وتركيا يشاركان في إخمادها


يشهد شمال غرب سوريا إحدى أسوأ موجات الحرائق منذ سنوات، حيث تتسع رقعة النيران في ريف اللاذقية الشمالي وسط تضاريس وعرة ورياح نشطة، في حين تشارك فرق إطفاء محلية وإقليمية في عمليات الإخماد.

وأعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح صباح الأحد تحسنًا ملحوظًا في الوضع الميداني، مؤكدًا السيطرة على عدد كبير من البؤر النشطة وبدء عمليات التبريد، لا سيما في مناطق مشقيتا والدريكيش والقدموس.

وقال “الصالح”، في تصريحات لوكالة الأنباء السورية “سانا”: “سيطرنا على نسبة كبيرة من الحرائق لكن الرياح ومخلفات الحرب تعيقان السيطرة الكاملة”، مشيرًا إلى أن قرية قسطل معاف من أكثر القرى المتضررة بالحرائق.

وأضاف: “لم تسجل أي خسائر بشرية في حرائق الغابات في اللاذقية، ونحن متفائلون بالسيطرة على الحرائق مساء اليوم إذا استقرت سرعة الرياح”.

ووفق “سانا”: “لا تزال فرق الإطفاء تواصل جهودها المتواصلة منذ أربعة أيام على التوالي، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، والتي تشمل الظروف المناخية القاسية، وشدة الرياح، إضافة إلى وجود مخلفات حرب تعيق العمل وتشكل خطرا على حياة العناصر”.

 

الأردن وتركيا تتدخلان

بدأت فرق الدفاع المدني الأردنية، اليوم الأحد، في المشاركة في عملية إخماد حرائق الغابات في محافظة اللاذقية بالساحل السوري.

وأرسلت تركيا طائرتين لمكافحة الحرائق أمس السبت للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات في سوريا، حيث يكافح رجال الإطفاء الأتراك حريقاً على جانبهم من الحدود، كما تردد أن شخصاً لقى حتفه في غرب البلاد.

وأرسلت تركيا أيضًا 11 شاحنة إطفاء ومركبات دعم مائي إلى سوريا، في إطار تنسيق مع غرفة عمليات مشتركة تضم منظمات الدفاع المدني ووزارات سورية مختلفة، إلى جانب 80 فريقًا ميدانيًا و160 آلية متنوعة.

تحذيرات

حذّرت فرق الدفاع المدني السوري من وجود ذخائر غير منفجرة في بعض المناطق المحترقة، خاصة تلك التي تأثرت سابقًا بالصراعات العسكرية، ما يعرقل الوصول الآمن لفرق الإطفاء، وفق صحيفة “بيزنس ستنادرد”.

ويرى خبراء لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن موجة الحرائق الممتدة بين سوريا وتركيا واليونان تعكس تصاعد المخاطر المرتبطة بتغير المناخ، إذ تزامنت النيران مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، وانخفاض نسبة الرطوبة، ورياح قوية، ما فاقم من صعوبة السيطرة عليها.

خسائر عالمية

ارتفعت الكلفة العالمية للكوارث بشكل حاد، فبينما كانت الخسائر السنوية المباشرة تتراوح بين 70 و80 مليار دولار بين عامي 1970 و2000، قفزت إلى 180 و200 مليار دولار سنويًا منذ عام 2001.

ووفق “سي إن إن”، فإن الكلفة الحقيقية أعلى بكثير، إذ تتجاوز الآن 2.3 تريليون دولار سنويًا عند احتساب الأضرار المتسلسلة وتدهور النظم البيئية، وفق تقرير التقييم العالمي 2025 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *